تنتج مصر نحو 1.5 إلى 2 مليون طن بطاطس من زراعة نحو 200 ألف فدان، وتعتبر من أكبر الدول المنتجة لها في القارة الإفريقية، إلا أن العفن البني، أحد الأمراض المحجرية، الذي يصيب أكثر من 186 ألف فدان من مساحة المحصول الكلية، الأمر الذي يعرقل حركة تصديره، خاصة إلى دول الاتحاد الأوروبي. وثمة أبحاث وتجارب تجرى للقضاء على العفن البني "مرض الذبول البكتيري"، ذي الأثار التدميرية الكبيرة على المحصول؛ آخرها تقنية النبضات "الكهربائية المغناطيسية"؛ للقضاء على البكتريا المسببه للمرض، والتي تخطت الغرض العلاجي، إلى زيادة الكميات المنتجة من المحصول 15%. وقال الدكتور خليل المالكي، الأستاذ بمعهد وقاية النباتات، إن استخدام تقنية النبضات الرنينية ذات التردد فائقة الانخفاض في الأراضى الزراعية المصابة بمرض العفن البني من أحدث الوسائل العلمية، التي يتم استخدامها مؤخرا للقضاء على البكتيريا المسببة للمرض، ولم يتم تطبيقها محليا أو عالميا حتى الآن. وأضاف المالكي ل"البديل"، أنه تم تنفيذ التجارب الحقلية تحت إشراف مركز البحوث الزراعية، متمثلا في مشروع حصر ومكافحة مرض العفن البني في البطاطس لتقييم أسلوب المعالجة المبتكر، مؤكدا أن النتائج أظهرت أن معاملة حقول البطاطس بالنبضات الكهربائية المغناطيسية الرنينية قضت بنسبة 100% على البكتيريا المسببة للعفن في الأراضي الزراعية المختلفة التي تمت معاملتها بهذه التقنية. وتابع: "كما أظهرت نتائج التحليل الكيميائي لبعض محتويات الأوراق، أن هناك زيادة في محتوى الكربوهيدرات والبروتين والبوتاسيوم والفسفور، كما اتضح من التحليل الكيميائي للدرنات، أن معدل الزيادة في العناصر الغذائية يتماشى مع النتائج التي حصل عليها من تحليل أوراق النبات أثناء الزراعة، وأدت معاملة حقول البطاطس بالنبضات الكهربائية المغناطيسية الرنينية إلى زيادة المحصول الناتج بنسب تراوحت ما بين 5 إلى 15%، أي بين 600 كجم إلى 3 أطنان للفدان". وأكد المالكي أن التجربة ستنعكس إيجابياً على معالجة مساحات كبيرة من الأراضي، خاصة عند التطبيق العملي للأراضى المزروعة بالمحصول، إلى جانب تحقيق مواصفات عالية الجودة وقيمة غذائية مرتفعة، وزيادة نسبة المحصول في الأراضي التي تمت معالجتها بالنبضات الكهربائية المغناطيسية الرنينية، بالإضافة إلى علاج أراضي الدلتا المصابة بالبكتيريا المسببة للعفن البني في البطاطس. وأردف أن التقنية الجديدة ساعدت على توفير مناطق آمنة وخالية من الإصابة بالعفن البني لصغار مصدري البطاطس، ما يترتب عليه زيادة الصادرات من المحصول الاستراتيجي والتوسع الرأسي عن طريق زيادة إنتاجية محصول البطاطس بالأراضي الزراعية المعاملة بهذه التقنية، بالإضافة إلى زيادة القيمة الغذائية للمحصول، وتحقيق مواصفات منتج عالي الجودة يتميز عن مثيله. ومن جانبه، قال الدكتور فاضل محمد، أستاذ الفيزياء الحيوية الإشعاعية والطبية بكلية العلوم، إن الفكرة العلمية للتقنية تعتمد على مخاطبة الخلايا والسيطرة عليها عن طريق إعطائها أوامر لتسلك السلوك الذي يريدونه، وغالباً إما تتوقف عن النشاط أو تغيره، ونجحت التقنية في التخلص من العفن البني من التربة بنسب نجاح 100% دون أثار جانبية. وأوضح محمد ل"البديل"، أنه من الأعراض الجانبية الحميدة لاستخدام تقنية نبضات الكهرباء المغناطيسية، زيادة إنتاج البطاطس في التجارب الحقلية بنسب لا تقل عن 10 إلى 15% نتيجة لزيادة امتصاص العناصر من التربة، وعلى المستوى المعملي حقق المحصول زيادة في الإنتاجية 400%، وهناك مناطق حققت زيادة 265%، والأمر يتوقف على الفلاح وطبيعة الأرض، مؤكدا أن وزير الزراعة اعتمد هذه الطريقة كوسيلة أساسية لعلاج العفن البني، ويتم في الوقت الحالي تقنين الطريقة لتعميم تطبيقها عملياً في الأراضي الزراعية لتنظيف أراضي الدلتا من العفن البني المستوطن بها.