على مدى أكثر من ساعة ونصف، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، خطاب حالة الاتحاد، وهو الخطاب السنوي الأول له منذ توليه الحكم مطلع 2017، مركزا فيه على عدة قضايا، منها إنجازاته الاقتصادية وما تحقق خلال الفترة الماضية من حكمه، بما في ذلك الخفض الضريبي والانتعاش في سوق الأسهم والسندات. وقال ترامب، إنه منذ انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة استطاع خلق 2.4 مليون وظيفة، منها مائتا ألف وظيفة في قطاع التصنيع وحده، أعقبها ارتفاع في الأجور، كما أن نسبة البطالة وصلت لأدنى مستوياتها منذ 45 عامًا، بجانب أكبر إصلاحات للضرائب فى تاريخ الولاياتالمتحدة. وأكد ترامب في خطابه أن الضرائب على الشركات ستنخفض بنسبة من 5% إلى 10% مع مزيد من الإصلاحات في قانون أوباما للرعاية الصحية، لافتا إلى أن الشركات الصغيرة سيتم خفض الضرائب عليها أيضًا، مع وضع خطة إصلاحات ضريبية يتم تطبيقها خلال 20 عاما تعود على المستثمر بالخير. وعلى المستوى الداخلي أيضًا تحدث ترامب عن إصلاح قوانين الهجرة وفقًا لنظرته، حيث دعا الكونجرس الأمريكي إلى خطة تتكون من 4 أركان، الركن الأول يشمل استعاب 1.8 مليون مهاجر غير شرعي، وهؤلاء الذين أدخلوا إلى الولاياتالمتحدة كأطفال دون إرادتهم، وبذلك يخاطب ترامب قلق الديمقراطيين بشأن هذه الشريحة، الركن الثاني تمثل في اقتراح ترامب إلغاء نظام اللوتاري بالصيغة القديمة بالاختيار العشوائي، وأن يتم اختيار المؤهلين فقط، والركن الثالث تمثل في مطالبة ترامب بإصلاح قوانين الهجرة وتأمين حدود الولاياتالمتحدة، ودعا إلى بناء الجدار مع المكسيك، وتعلق الركن الرابع بالنسبة لقوانين الهجرة بالأقارب الذين يحق لأي مواطن أمريكي إدخالهم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فحدد عددا معينا يشمل فقط الأقارب المباشرين. ودعا ترامب، الأمريكيين إلى الوحدة في مواجهة ما وصفه بالتحديات الكثيرة التي تواجه الأمة. وعلى المستوى الخارجي تحدث ترامب عن دحر داعش بالكامل في سوريا والعراق، ونسب الإنجاز للولايات المتحدة، كما تعهد بإلقاء القبض على زعيم داعش المدعو أبو بكر البغدادي، موجهًا كلامه إلى وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. كما شمل الخطاب أمرًا تنفيذيًا قال إنه اتخذه ووجه بموجبه وزير الدفاع بأن يعيد تقييم سياسات الاحتجاز، كذلك أن يبقي على معسكر جوانتانامو مفتوحًا، لاحتجاز من سماهم بالإرهابين الذين يعتبرون مجرمين غير عاديين، وبالتالي فإن قرار ترامب الجديد ألغى القرار التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بالعمل على إغلاق المعسكر سيئ الصيت. كما تضمن الخطاب نقطة هامة عندما أشار ترامب إلى قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبتصويت عدد من الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد أمريكا، حيث دعا الكونجرس الأمريكي إلى سن تشريع يقدم المنح والمساعدات الأمريكية للدول بناء على ما يخدم مصلحة وسياسية الولاياتالمتحدة وأصدقائها فقط. وعلى مستوى التهديدات الخارجية، اعتبر الرئيس الأمريكي، أن روسياوالصين تتحديان مصالح واقتصاد وقيم الولاياتالمتحدة، وفي هذا السياق قال ترامب "إننا نواجه في جميع أنحاء العالم أنظمة مارقة وجماعات إرهابية ومنافسين مثل الصينوروسيا اللتين تتحديان مصالحنا واقتصادنا وقيمنا". وحث ترامب الكونغرس على إنهاء خفض الميزانية العسكرية للبلاد و"تمويل قواتنا المسلحة الممتازة" حسب تعبيره. كما قال إنه من الضروري تحديث الترسانة النووية الأمريكية لجعلها "قوية لدرجة تسمح لها بكبح جماح أي عمل عدواني". واتهم ترامب كوريا الشمالية "بالسعي المتهور" إلى الأسلحة النووية، وتهديد بلاده قريبا، وفيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، دعا ترامب الكونغرس للتطلّع إلى عيوبه واصفًا إياه ب"الشنيع"، مؤكّدًا في الوقت نفسه على أن واشنطن تدعم الشعب الإيراني في "كفاحه من أجل الحرية". يذكر أنه في منتصف يناير الجاري، كشف البنتاغون النقاب عن الأحكام الرئيسية غير السرية في "استراتيجية الدفاع الوطني" الجديدة، وهي أول وثيقة من هذا القبيل أعدت في الولاياتالمتحدة لمدة 9 سنوات، وتعتبر أن مصادر التهديدات الرئيسية للأمن الأمريكي هي الصينوروسياوكوريا الشماليةوإيران. صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، رصدت مجموعة من أهم القضايا التى تجنب ترامب، التطرق إليها فى خطابه الأول عن حالة الاتحاد أمام الكونجرس، إذ ذكرت أن الخطاب يخلو من مناقشة السياسات الأمريكية الجديدة، واكتفى ترامب بسرد ما وصفه بأنه أعظم إنجازاته، ووضع جدول أعمال بعيد الاحتمال لكونجرس يواجه انتخابات منتصف المدة الخريف المقبل. وأفادت الصحيفة بأن ترامب تجنب مناقشة القضايا الأكثر إثارة للجدل خلال رئاسته، فلم يتطرق إلى الحديث عن التحقيقات فى التدخل الروسي فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، وما إذا كان هو أو شركاؤه سببا فى عرقلة العدالة أو دعمها من عدمه، وأشارت إلى أنه لم يعترف بحركة "مى تو" ضد التحرش الجنسي، كما أنه لم يكرس الكثير من الوقت للوعود بإبرام اتفاقات تجارية.