استقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أمس الأحد، نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في زيارة تستمر لمدة 6 أيام، تهدف إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين نيودلهي وتل أبيب، وغرد مودي على تويتر برسالة ترحيب باللغة العبرية، بينما قال نتنياهو قبل توجهه إلى الهند: إن هذه الزيارة تتيح فرصة لتعزيز التعاون مع قوة عالمية كبرى في مجال الاقتصاد والدفاع والسياحة والتكنولوجيا، كما أن ناريندرا مودي صديق مقرب لإسرائيل وصديق مقرب لي شخصيًا وأنا أقدر مرافقته لي خلال جزء كبير من الزيارة. وتأتي زيارة نتنياهو، ردًا على زيارة مودي التاريخية لإسرائيل في العام الماضي، نظرًا لكونها كانت أول زيارة لرئيس وزراء هندي منذ بداية الكيان الصهيوني من 70 عامًا وبعد مرور ربع قرن على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت تطورًا ملحوظًا منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية. ويرافق نتنياهو خلال الزيارة وفد كبير يضم 100 رجل أعمال وعددا كبيرا من المسؤولين، ويلتقي خلال الزيارة بقادة الهند ورجال الأعمال وشخصيات من بوليوود، ويوقع على العديد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات النفط والغاز، والاتصالات الجوية، والأمن السيبراني، وإنتاج الأفلام السينمائية واتفاقيات لتطوير الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين البلدين. ويشمل برنامج نتنياهو في الهند لقاء الرئيس رام ناث كوفيند، ووزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج، ويشارك في منتديات الأعمال، والتحدث مع ممثلي صناعة السينما الهندية في بوليوود، وسيلتقي مع أعضاء الجالية اليهودية في الهند، كما يشارك في مؤتمر "رايسينا الدولي" الذي يبحث قضايا جيوسياسية، ويعقد للعام الثاني على التوالي. تطورت العلاقات بين نيودلهي وتل أبيب منذ تولي نتنياهو رئاسة الوزراء، حيث وقعت شركة "ايروسبايس" للصناعات العسكرية الإسرائيلية أكبر صفقة بيع أسلحة في تاريخها للهند بقيمة ملياري دولار، مقابل أنظمة دفاعية مضادة للطائرات وصواريخ "باراك 8" للقوات البرية والبحرية الهندية وأصبحت إسرائيل ثاني أكبر مصدر للسلاح والمعدات العسكرية والأمنية للهند بعد روسيا، كما تعتبر الهند أكبر مشتر للسلاح من إسرائيل، التي تحل في المركز الثالث عالميًا في تصدير السلاح بعد روسيا والولايات المتحدةالأمريكية. ولم يؤثر إلغاء وزارة الدفاع الهندية صفقة صواريخ من الصناعات الحربية الإسرائيلية بقيمة نصف مليار دولار على العلاقات العسكرية التي يتحفظ الجانبان على حقيقة حجمها، فالعلاقات غير العسكرية بينهما منتعشة على نحو لافت وتشمل الزراعة ومكافحة التصحر والطاقة البديلة والصناعات الكيميائية ومنتجات البلاستيك والنسيج والأحجار الكريمة والجواهر والمعدات الطبية والأدوية والسياحة، ووصل حجم التبادل التجاري في هذه المجالات مجتمعة إلى 4.13 مليار دولار سنويا بحسب وزارة التجارة والاقتصاد في إسرائيل. بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين وهي تواصل تطورها رغم احتفاظ الهند بموقفها السياسي التقليدي من الصراع العربي الإسرائيلي فى مناصرتها للحقوق العربية ورفضها الاحتلال للأراضي الفلسطينية، حيث صوتت الهند في اجتماع الجمعية العمة للأمم المتحدة بشأن القدس ضد القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتأتي زيارة نتنياهو كمحاولة لتغيير هذا الموقف.