فيما يعتبر أول رد أمريكي انتقامي، بعد التصويت في الجمعية العامة الأممالمتحدة بشأن القدس، بأغلبية ساحقة ضد قرار الرئيس دونالد ترامب، قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية خفض ميزانيتها المقدمة إلى منظمة الأممالمتحدة بنحو 285 مليون دولار للعامين المقبلين 2018، 2019، في خطوة قالت إنها في الاتجاه الصحيح. وأصدرت السفيرة الأمريكية في منظمة الأممالمتحدة نيكي هايلي، بيانًا قالت فيه إن النقاشات حول الميزانية أثمرت عدة نجاحات منها اقتطاعات مالية وخفض في وظائف الإدارة والدعم، وأضافت: هذا الخفض التاريخي في الإنفاق، بالإضافة إلى العديد من التحركات الأخرى نحو أمم متحدة أكثر فاعلية وخضوعًا للمساءلة، خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح.. لن نسمح بعد الآن أن يتم استغلال سخاء الشعب الأمريكي أو أن يبقى دون تدقيق. ميزانية الأممالمتحدة؟ تأسست منظمة الأممالمتحدة عام 1945 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية ويبلغ عدد أعضائها حاليًا 193 دولة ويبلغ عدد موظفيها 40 ألف موظف من جميع أنحاء العالم، وتضم 6 أنظمة رئيسية بداخلها هي الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومجلس الوصاية، والأمانة العامة، ومحكمة العدل الدولية، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، كما تضم العديد من المنظمات المتخصصة مثل صندوق النقد الدولي، واليونيسكو، ومفوضية اللاجئين، والبنك الدولي، واليونيسيف، وغيرها من الهيئات الدولية. وتبلغ ميزانية منظمة الأممالمتحدة 5.396 مليار دولار لعامي 2018 – 2019 وهو مبلغ أقل بقدر بسيط من الميزانية التي كان يسعى للحصول عليها الأمين العام للمنظمة أنطونيو غويتريس، وهي 5.4 مليار دولار، وتقوم ميزانية الأممالمتحدة على التبرعات التي تجمعها من الدول الأعضاء، وتحتل الولاياتالمتحدة المركز الأول بين المتبرعين بنسبة 22% من قيمة الميزانية أي حوالي 1.185 مليار دولار، وبعد التخفيض الذي أعلنت عنه سفيرة الولاياتالمتحدة في المنظمة نيكي هايلي، ستكون القيمة حوالي 900 مليون دولار، وتأتى ثاني أكبر دولة في التبرعات اليابان بنسبة 12.5% تليها ألمانيا بنسبة 8% ثم بريطانيا بنسبة 6.6% وفرنسا بنسبة 6% وايطاليا 5% وكندا 3.2% والصين 3.1% وإسبانيا 3.1% والمكسيك 2.3% وبقية الدول الأعضاء بنسبة 23.9%، بينما ميزانية قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة الأممالمتحدة منفصلة عن ميزانية المنظمة والتي سبق وتم خفضها هذا العام بمقدار 600 مليون دولار تحت ضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بداية الانتقام كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد هدد بقطع المساعدات الأمريكية عن الدول التي ستصوت ضد قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في جلسة الأممالمتحدة الطارئة التي عقدت بناء علي طلب من تركيا واليمن لإلغاء القرار، وقال: إنهم يتلقون منا مئات الدولارات ثم يصوتون ضدنا، حسنا سنقوم بمراقبة هذه الأصوات، فليصوتوا ضدنا، نحن سنوفر الكثير، وجاءت نتيجة الجلسة بإصدار مشروع قرار يلغي الاعتراف الأمريكي بخصوص القدس ويلغي أي أثار قانونية مترتبة عليه بموافقة 128 من أصل 193 دولة أعضاء بمنظمة الأمم، ومعارضة 9 أعضاء فقط وامتناع 35 عن التصويت وغياب 21 عضوا عن الحضور. وكان علي رأس الدول التي صوتت ضد القرار الأمريكي وتتلقي مساعدات من أمريكا، مصر، والعراق، وسوريا، والأردن وأفغانستان، وتعد الخطوة التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية بخفض ميزانيتها تجاه منظمة الأممالمتحدة، هي بداية الانتقام من المنظمة وأعضائها الذين تحدوها في قرارها الأحادي وغير الشرعي. كما أن تخفيض الميزانية يعتبر تنفيذا لتهديد سفيرة الولاياتالمتحدة نيكي هايلي التي قالت صراحةً قبل التصويت إن نتيجة التصويت في الجلسة ستحدد كيفية النظر إلى الأممالمتحدة، وكيف سيكون نظر أمريكا للدول التي لا تحترمها.