مع اقتراب موعد أول زيارة لمسار العائلة المقدسة، والمقرر في شهر أبريل المقبل، شن عدد من النواب هجوما على الحكومة بسبب تجاهل تطوير المزارات القبطية، وتقدم بعضهم بمقترح يلزم الحكومة بتطوير هذه المسارات وإعادة رصف وترميم الطرق المؤدية إليها؛ كونها مزارات سياحية مهمة. وتناقش لجنة الإدارة المحلية عدة طلبات إحاطة واستجوابات مقدمة من نواب أسيوط للعمل على مخاطبة الحكومة ومحافظ أسيوط برفع كفاءة المسار بأكمله، خاصة أن الفترة المقبلة ستشهد زيارة من الأقباط بعد السماح لهم من جانب البابا تواضروس، الذي سيزور المسار ويتفقده قبل بدء الرحلات الرسمية. النائب تادرس قلدس، عضو لجنة الاتصالات والتكنولوجيا بالبرلمان، صاحب أحد طلبات الإحاطة المقدمة، شن هجوما على محافظ أسيوط، متهما إياه بالإهمال في العمل على تطوير المسار، وهناك بعد القرى ضمن المسار مثل "المحرق" بمنطقة القوصية، و"دير العذراء" بمنطقة درنكة بمحافظة أسيوط، تفتقدان أي خدمات، والطريق الرابط بينهما لا يصلح للسير، متسائلا: "كيف يكون هذا المسار مزارا سياحيا بعد 120 يوما؟". وتحفظ النائب محمد الحسيني، عضو لجنة المحليات، على اختصار مسار العائلة المقدسة؛ من خلال تجاهل العديد من الأماكن بحجة الأوضاع الأمنية، في حين أنها مزارات سياحية حيوية من الممكن أن تكون مصدرا للدخل القومي، إذا كان هناك جدية من الحكومة للتطوير. وطالب النائب أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية، بضرورة حل مشاكل مسار العائلة المقدسة في أقرب وقت قبل بدء الرحلات إليه، لافتا إلى وجود عشرات الطلبات من النواب بضرورة حل المشاكل وإلزام الحكومة بسرعة الانتهاء من الطرق وتوفير الخدمات اللازمة لها، قائلا ل"البديل": "لا يمكن أن يكون لدينا مزار سياحي وديني بهذه الأهمية، وتسعى الدولة بشتى الطرق لجذب السياحة وتدفع الملايين من أجل الدعاية، وفي النهاية غير مجهز ومليء بالمشاكل، كما الحال في مسار العائلة المقدسة". مشكلة أخرى في قضية مسار العائلة المقدسة، تكمن في اقتصاره من قبل الحكومة من 64 إلى 5 أماكن فقط إذ تُقدر المزارات بنحو 64 مزارًا تقريبًا، ما بين أديرة وكنائس ومخابئ بالجبل وآبار وأشجار وغيرها، بمسافة قطعتها العائلة قاربت الألفين كيلو متر، إلا أن الدولة لم تدرج سوى 5 مزارات فقط في ملفات المزارات التي اعتمدتها من اليونسكو. وعلى الجانب الآخر، برر عادل الجندي، مدير عام العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بوزارة السياحة، مشاكل مسار العائلة المقدسة، بأن الحكومة اعتمدت 400 مليون جنيه للمرحلة الأولي للتطوير متضمنة محافظات الصعيد، موضحا في تصريحات صحفية للمحررين البرلمانيين خلال زيارته للمجلس أمس، أن سبب تأخير التطوير يكمن في عدم اعتماد المخصصات المالية للتطوير، حيث يوجد خطة لتطوير جميع محطات المسار بداية من مرسى مطروح والإسكندرية، انتهاء بمحافظات الصعيد. وكان البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، سبق وبارك مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بحضور وزير السياحة، يحيى راشد، في شهر أكتوبر الماضي خلال زيارته لمصر، وتعتبر مباركة البابا بمثابة دعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم لأداء شعائرهم الدينية في مصر، بدءاً من مطلع العام المقبل، وتعد خطوة مهمة لتشجيع السياحة الدينية.