تحيي حركة حماس اليوم، ذكرى انطلاقتها ال30، وسط احتفالات يحضرها آلاف الأشخاص في ساحة الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة، وبمشاركة واسعة من الفصائل الفلسطينية، التي حضرت الانطلاقة لتؤكد على خيار الوحدة والمقاومة. وتوالت ردود الأفعال من الفصائل بين مهنئ وداعمٍ لتمسك حركة حماس بالمقاومة كحل وحيد لتحرير الأرض وإعادة ما سلب منها، حيث تمنت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، أن تحتفل حركة حماس بانطلاقتها القادمة بعد التحرير، وأن يصبح للفلسطيني احتفالاً واحداً وهو ذكرى الثورة والانتفاضة التي ستحرر كل شبر من فلسطين. عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إياد نصر، وصف انطلاقة حماس التي رفعت فيها شعار الوحدة والمقاومة بالمباركة، ويتوجب عليها أن تتجه إلى مركزية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإنهاء حالة الخلافات بكل أشكالها، متمنيا أن تكون ذكرى الانطلاقة، داعمة للتكاتف تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية. ويرى سياسيون فلسطينيون، أن حركة حماس نشأت فصيلاً صغيراً في غزة، لكن اليوم وبعد 30 عاماً على نشأتها، أصبح لها حضورها الدولي، وأصبحت واحدة من أهم مكونات النظام السياسي الفلسطيني، كذلك أصبحت أكثر واقعية في فكرها، وأكثر انفتاحاً على العالم، ولها ما يحسب من إنجازاتها الوطنية وبناء المؤسسات والبنية التحتية التي لا يمكن تجاهلها. وأكد السياسي والأكاديمي الفلسطيني الدكتور أسعد أبو شرخ، أن أكبر إنجاز حققته حركة حماس حتى الآن، تمسكها بالمقاومة التي ساعدت في صمود الشعب الفلسطيني، وحافظت على القضية الفلسطينية إعلاميا ومعنويا، لكنها أخفقت في اقتصارها على أبناء الحركة في جهودها، ولم تستطع جمع شمل الفلسطينيين ككل، بحسب تعبيره. وقال آخرون، إن حماس كانت فصيلا غير مرغوب فيه إقليمياً، لكنها نجحت أن تكون جزءًا لا يتجزأ من معاناة الشعب الفلسطيني، وحملت قضايا إقليمياً ودولياً، وتستمد قوتها من المشروع الوطني، لاسيما أنها ما زالت تقود وتتمسك بخيار المقاومة، رغم أن المقاومة ليست حكراً على فصيل، لكن حماس تعد رأس حربة مقاومة الاحتلال في قطاع غزة. واستطاعت الحركة أن توائم بين العمل العسكري والسياسي، حيث يرى كثير من الكُتّاب والسياسيين، أن أي عملية تسوية لا يمكن أن تمر دون إشراك حماس؛ لأنها لم تعد فصيلاً عادياً، بل صارت تنافس على المشهد السياسي وبيدها أيضاً قرارات السلم والحرب، بمشاركة الفصائل الفلسطينية. وخلال السنوات الماضية، استطاعت الحركة أن تقود 3 حروب متتالية مع الاحتلال، بمشاركة جامعة من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ورغم الدمار الذي كان يلحق بالقطاع نتيجة اختلاف موازين القوى، لكن المقاومة في غزة، استطاعت أن تكون رادعاً قوياً في وجه المحتل، ناهيك عن عمليات فدائية داخل الأراضي المحتلة واختطاف جنود ووصول صواريخها إلى كل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.