الكتان من الزراعات الشتوية التي لا تقل أهمية عن القطن لمشاركته في العديد من الصناعات الاقتصادية الهامة منها "المنسوجات، الأعلاف، الزيوت، الأوراق، الأخشاب"، على الرغم من تراجع مساحته المقدرة ب70 ألف فدان في الثمانينات إلى 20 ألف فدان عام 2016، ارتفعت إلى 30 ألف فدان الموسم الحالي. وتعمل وزارة الزراعة على التوسع فى إنتاج الكتان من خلال خطة جديدة، وذلك للوفاء باحتياجات مصانع الغزل والنسيج من خيوط الكتان، وزيوت الطعام "الزيت الحار"، فضلا عن الاستفادة منه في صناعة الأعلاف والحد من استيراد الأخشاب، وزيادة العائد من زراعة المحصول الشتوي البالغ أكثر من 20 ألف جنيه للفدان، لترتفع إلى 40 ألف جنيه في حالة تجهيزه لأغراض التصنيع. الدكتور علي العزوني، رئيس قسم بحوث الألياف بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، قال إن الوزارة تعمل على التوسع في زراعة الكتان لتصل إلى 70 ألف فدان، لأنه من المحاصيل الشتوية غير الشرهة للمياه، بجانب ارتفاع القيمة المضافة لمنتجاته، لافتا إلى أن الكتان يتم زراعته في مصر بغرض الحصول على أليافه وبذوره، حيث يسهم في العديد من الصناعات المهمة، وتستخدم أليافه الناعمة الطويلة في صناعة المنسوجات الكتانية والأقمشة الخاصة بالمفروشات المعروفة باسم "التيل"، بالإضافة إلى "الدوبارة " وهي الأقمشة التي تُصنع منها قلوع المراكب وخراطيم الحريق، كما أنه يستخدم في صناعة أوراق البنكنوت، وفلاتر السجائر، ويتم تصدير حوالي 50% من الألياف ومنتجاتها للخارج. وأكد رئيس قسم بحوث الألياف أن تصنيع الكتان في مصر لزيادة قيمتة المضافة أفضل من تصديره خاما، والعودة مرة أخرى لاستيراده على هيئة غزول وخيوط ومنسوجات، بضعف الثمن، حيث يمكن الاستفادة من السيقان في صناعة الخشب الحبيبي، لإعادة مكانة مصر في تصدير هذه الأنواع من الأخشاب كما كان في فترات ازدهار زراعة الكتان، بالإضافة إلى الاستفادة من زيوت الكتان في صناعة زيوت البويات، والتي تستهلك 80% من الزيوت المستخرجة وهي لا تلبي سوى 50% من الاحتياجات الصناعية، فيما تستخدم ال20% المتبقية في إنتاج زيوت الطعام، كما أن صناعة الأعلاف من أبرز الصناعات القائمة أيضا على محصول الكتان التي تعتمد على مخلفات بذرة الكتان بعد استخراج الزيوت منها "الكسب"، ويعتبر علف بذرة الكتان من أفضل أنواع الأعلاف الحيوانية من حيث قيمتها الغذائية للمواشي، ولذلك يتزايد الطلب عليه، كما أن شعر الكتان يستخدم في أعمال السباكة، وإلى وقت قريب كانت تستخدم ثمرة الكتان بدلا من الجبيرة في علاج الكسور البسيطة في اليد أو القدم. ولفت إلى أن الكتان من المحاصيل التصديرية الهامة، خاصة أن الدول الأوروبية تدخله في صناعة ورق البنكنوت لزيادة متانته وصلابته، مثل أمريكا وفرنسا وإيطاليا، عكس مصر التى تستخدم القطن في الأوراق المالية، وهذه الدول تستورد الكتان من مصر. من ناحية أخرى، كشف محمود محمد، أحد مزارعي الكتان، عن أزمة الأسمدة التي يواجهونها كل عام بسبب قلة المقررات السمادية المخصصة لهم، حيث يحتاج الفدان لأربع شكائر سماد في حين أن المقررات السمادية التي حددتها وزارة الزراعة تبلغ شكارتين فقط، مما يعني أن تلك المقررات لا تكفى احتياجات المحصول، لذلك يضطر المزارع للجوء للسوق السودا لتوفير ما ينقصه من سماد. وناشد محمد، وزارة الزراعة، بتعديل المقررات السمادية المحددة لمحصول الكتان وزيادتها إلى 4 شكائر رحمة بالفلاحين وحمايتهم من جشع تجار السوق السوداء، كما ناشد الزراعة بإيجاد وسيلة فعالة لضمان وصول الأسمدة المدعمة للمزارع الفعلي للأرض.