أبلغ رئيس وزراء مصر السابق أحمد شفيق "رويترز" يوم الاثنين أنه "بخير" لكن تم منعه من قول أكثر من ذلك. واقترب صحفي وكالة رويترز من شفيق يوم الاثنين الماضي في محل إقامته بالقاهرة بفندق ماريوت بالقاهرة حيث كان يرافقه أشخاص بملابس مدنية رفضوا السماح له بالحديث وسارعوا بإبعاد الصحفي. وسأل الصحفي شفيق عن أحواله فرد قائلا ""أنا بخير الحمد لله""، قبل أن يصيح الرجال الثلاثة في الصحفي ليتوقف عن الحديث معه، وقال شفيق للصحفي "الأمور على ما يرام". ولم يتسن لوكالة رويترز التأكد من هوية الرجال الثلاثة. ما سبق جزء من تقرير لوكالة رويترز للأنباء بثته على موقعها مساء أمس الثلاثاء، بعد ساعات من الغموض أحاط مصير الرجل الذي أعلن الأسبوع الماضي من مقر منفاه الاختياري بدولة الإمارات ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة في فيديو بثته ذات الوكالة، وأعلن بعدها بساعات عن منعه من السفر في فيديو ذاعته قناة الجزيرة القطرية، وأعلنت في وقت لاحق محاميته أنه تم ترحيله إلى مصر بمعرفة السلطات المصرية، ليفتح الباب أمام تكهنات وشكوك حول احتجازه في جهة ما، ليظهر الرجل في مداخلة تليفونية مع الإعلامي وائل الأبراشي مساء السبت لينفي ما تردد عن احتجازه، ويعلن للرأي العام إنه بصدد إعادة النظر في قرار خوضه المعركة الرئاسية. كان شفيق قد اتخذ قراره بخوض المعركة الرئاسية قبل أسابيع بعد التواصل مع سياسيين ورجال دولة سابقين في مصر، ونقل لي أحدهم ما دار بينه وبين شفيق في مكالمة تليفونية، وأكد الأخير لصديقي السياسي البارز إنه سيعلن عن قراره من باريس حتى لا يضع مضيفيه الإماراتيين في حرج مع النظام المصري. ونقل لي السياسي أن شفيق "حسب قراره بدقة، ويرى أن فرصته في حسم الاستحقاق الرئاسي كبيرة، فالأوضاع الاقتصادية في مصر خانقة وإخفاقات النظام دفعت المواطن العادي إلى الكفر بكل الوعود التي يطلقها المسئولون"، وأكد له إنه لن يتراجع عن القرار تحت أي ضغط. تغيير شفيق لترتيباته وإعلانه قرار ترشحه من الإمارات، ثم إعلانه عن منعه من السفر، ليس له تفسير إلا أن الرجل تعرض لضغوط دفعته لتغيير خطته، ونقله إلى مصر بتلك الطريقة المريبة، يؤكد أن أجهزة النظام المصري دخلت على الخط، فرجال الغرف المغلقة الذين جهزوا طبخة الانتخابات الرئاسية المقبلة، لم يقبلوا بفكرة وجود منافس قوي يقلب حساباتهم. عاد شفيق إلى مصر ونقل في سيارة فاخرة سوداء بصحبة مجموعة قيل إنهم ينتموا إلى جهاز أمني، لم يظهر شفيق لساعات طويلة وتصاعدت ردود الفعل، وتناقلت وسائل الإعلام بيان لمحاميته تشير فيه إلى أن الرجل محتجز في مكان غير معلوم، حتى خرج رئيس الوزراء الأسبق في مداخلة تليفونية مع الأبراشي، ليعلن عبر الهاتف إنه ليس محتجزا وإنه حر. رسالة شفيق في تلك المداخلة لم تجل الحقيقة كما ردد "هتيفة الإعلام"، بل فتحت باب الألغاز والتساؤلات، حتى زارت "رويترز" الرجل في مقر إقامته ونقل محرروها ما شاهدوا، من أن الرجل ليس مسموحا له التواصل مع أحد، وأن تحركاته ومقابلاته لن تتم إلا من خلال مجموعة من الرجال المحيطين به. رهن الرئيس عبدالفتاح السيسى ترشحه لفترة رئاسية جديدة برد فعل الشعب المصرى تجاه كشف الحساب الذى سيطرحه خلال أسابيع حول ما حققه خلال السنوات الأربع التى قضاها فى سدة الحكم، «بعدها سأقرر هل أترشح لفترة ثانية أم أترك الفرصة لآخرين». السيسى قال خلال لقائه بعدد من الصحفيين والإعلاميين المصريين والأجانب على هامش منتدى شرم الشيخ الذي عقد الشهر الماضي: «بعد تقديم كشف الحساب من حق المصريين أن يختاروا من يأتى للحكم مرة أخرى.. أتمنى لأى شخص التوفيق.. أى حد هيختاره المصريون هنقول له الله يوفقك». نظريا ووفقا لحديث السيسى، فالساحة مفتوحة أمام من يرى نفسه مؤهلا للمسئولية أن يخوض المعركة الرئاسية القادمة، عمليا كل من يملك فرصة في تلك الانتخابات وقرر الترشح فعليه حجز "سويت" في فندق ماريوت ليجاور "شفيق يا فندم".