أحمد شفيق للإبراشي: الحديث عن القبض علي وترحيلي من الإمارات «فيلم».. لست مختطفا وأتمتع بحرية تامة.. أعتذر عن فيديو الجزيرة وسيتم مقاضاتها.. وجودي في مصر يتيح لي دراسة صحة قرار الترشح للرئاسة على مدار سنوات طويلة، والعلاقة بين الصحافة والسلطة علاقة خاصة، وكان لكل رئيس حواريوه في بلاط صاحبة الجلالة. كان محمد حسنين هيكل كاتب عبدالناصر المفضل وأقرب الصحفيين إلى قلب وعقل الزعيم، واحتل الكاتب الصحفي موسى صبري نفس مساحة هيكل مع ناصر في حياة السادات، بينما كان مكرم محمد أحمد هو الصحفي الأكثر قربا من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. مع تطور الحياة ودخول التليفزيون حلبة المنافسة مع الصحافة صار مفيد فوزي مذيع الرئاسة المقرب لسنوات طويلة ،حتى دخل معه عماد الدين أديب الذي أجرى حوارا مطولا مع مبارك بعنوان "كلمة للتاريخ"، تحدث فيها الرئيس الأسبق بمزيد من الإسهاب عن حياته العسكرية ودور القوات الجوية في نصر أكتوبر. نفس النهج تقريبا سار عليه الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، منذ ظهوره على الساحة العامة وطرح نفسه أمام الجماهير في الانتخابات الرئاسية التي خاضها ضد مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي. ظهر شفيق على مختلف الشاشات لكنه احتفظ لنفسه بمذيع مفضل اصطفاه من بين كافة مذيعي برامج «التوك شو» في مصر، وقرر أن يكون برنامجه ذا الجماهيرية الكبيرة والذي يتمتع بمعدلات مشاهدة هي الأكبر بين أقرانه. وبات «العاشرة مساء» نافذته التي يطل عبرها من وقت لآخر كلما كان لديه جديد.. وكان وائل الإبراشي هو المذيع الودود لشفيق. أول أمس وبعد ساعات قليلة من وصوله القاهرة قادما من الإمارات التي قضى بها نحو الخمس سنوات، أطل "شفيق" على المشاهدين عبر برنامج "العاشرة مساء" وتحدث ل "الإبراشي" عن أزمته الأخيرة، وما أثير عن منع السلطات الإماراتية مغادرته البلاد، وإلقاء القبض عليه. كان "الفريق" واضحا في مداخلته :"لم يتم إلقاء القبض على في الإمارات، الإمارات عاملوني على أفضل ما يكون، وأسرتي ما زالت هناك تتلقى الرعاية على أفضل ما يكون". قبل أن يتسلم الإبراشي مفاتيح شفيق، مر الأخير بتجربة مريرة في أعقاب ثورة 25 يناير، عندما حل ضيفا على قناة «أون تي في»، تجربة كانت الأولى والأخيرة من نوعها على فضائية مصرية، إذ اجتمع الخصمان وتركوا الحكم للجمهور. تلقى شفيق ضربات موجعة خلال تلك الحلقة، وكانت النتيجة محسومة خسارة فادحة أجبرت الرجل على التنحي عن رئاسة مجلس الوزراء، وتعلم الدرس جيدا ألا يُسلم نفسه لخصومه على طبق من ذهب. "شفيق" ينتمي لهذا النوع من رجال السلطة، فهو يحافظ دائما على "شعرة معاوية" في علاقته بمختلف وسائل الإعلام، يظهر على تلك الشاشة مجاملا أحد مقدمي برامجها، وتفرد له صفحات صحف بعينها بحكم العلاقة مع رئيس التحرير، لكنه في كل مرة يريد إيصال رسالة لمن يهمه الأمر يختار "الإبراشي" رغم المنافسة الكبيرة من قبل مذيعين آخرين، حاولوا أن يكون لهم نصيب من "خبطات الفريق" بلغة سوق الإعلام. كم مرة ظهر "شفيق" مع "الإبراشي" ؟.. ربما تكشف إجابة هذا السؤال عمق العلاقة بين المرشح الرئاسي السابق وبين مقدم "العاشرة مساء"، هناك عدد كبير جدا من المقابلات أجراها الإبراشي مع شفيق، كان من بينها مقابلة في شهر أغسطس من عام 2012 وبعد أيام قيلة من خسارته للانتخابات الرئاسية، وقتها ذهب الإبراشي إلى شفيق في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، واستمع منه إلى كواليس ما جرى في الانتخابات الرئاسية، ومدى صحة فوزه بالانتخابات، وهل تم تغيير النتيجة لصالح مرسي في اللحظات الأخيرة كما أشيع. الإبراشي أيضا دفع ثمن تملكه ل"شفيق"، إذ تم وقف برنامجه عقب سماحه بمداخلة هاتفية للمرشح الرئاسي السابق للتحدث عن أزمة جزيرتي تيران وصنافير الأخيرة، ورأى البعض أن الإبراشي فتح مجالا للمزايدة. إذا يمكن القول إن العلاقة بين الاثنين ذات طابع خاص، كل منهم وجد ضالته في الآخر، يتكأ أحدهم على الآخر فلا نجد تصريحا يؤخذ من شفيق خارج السياق ولا نجد جموحا في تساؤلات الإبراشي.