اعتذرت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 39 أمس، للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد؛ بسبب سوء صوت وصورة النسخة المعروضة من فيلمه "الجبل بيننا"، خلال حفل الافتتاح أول أمس، ما أثار استياءه فطلب إيقاف العرض. بدأ عرض الفيلم أمس، بصعود الفنانة يسرا، رئيس شرف المهرجان، وحسين فهمي، رئيس لجنة التحكيم، على خشبه المسرح؛ لتقديم الاعتذار للمخرج هاني أبو أسعد، الذي رد باقتضاب "يكفيني هذا الجمهور الذي حضر اليوم". ونظمت إدارة المهرجان ندوة بعد عرض الفيلم؛ لمناقشة تجربة المخرج الفلسطيني؛ من أجل الوصول إلى العالمية واختراق سينما هوليوود بعد فيلم "الجبل بيننا"، وقال الفنان حسين فهمي، إن وصول فنان عربي لسينما هوليوود، أمر شديد الصعوبة، في ظل صناعة يسيطر عليها أبناءها ولا يفسحون المجال بسهولة إلا لمبدعين حقيقيين. وقال المخرج هاني أبو أسعد، إن فيلم "الجبل بيينا" مأخوذ عن رواية لتشارلز مارتن، خاصة أنها تحمل قصتين دراميتين "الحب والصراع من أجل البقاء"، وكل واحدة لها بناء درامي مختلف عن الآخر، وهذا الدمج لم يقدم في السينما منذ 50 عاما. وأضاف أبو أسعد ل"البديل"، أن الفيلم يعتمد بشكل كبير على التمثيل، فلا يوجد سوى ممثلان طوال الفيلم "كيت وينسليت وأدريس إلبا"، وكان الثلج الذي يظهر في خلفية الأحداث على الجبال الثلجية بمثابة لوحة بيضاء له يلونها بأداء الممثلين، مؤكدا أن العمل كان يتطلب ممثلين من نوع خاص يتمتعون بقوة كبيرة في الأداء والتعبير ويحققون ما يشبه "الكهرباء" معا؛ لمساعدة المخرج على خلق التوتر والصراع والدراما من خلال أدائهم فقط. وعن التجربة الأولى له في هوليوود والاستعانة بنجوم حازوا على أوسكار وجوائز عالمية كثيرة، قال: "تجربتي مع النجم كانت بمثابة تحد كبير وتتسم بالصعوبة، خاصة أن لديهم تجارب فنية سابقة، وأصبحوا كالصخرة، وعليك كمخرج أن تنحت فيها وتنقب عن الجديد، على عكس الوجوه الجديدة الذين يبدون عجينة أسهل في التشكيل، لكنني أعشق التحدي، وهذا ما حدث مع وينسليت وإلبا". وعن أسباب اختياره لممثلين اثنين، أضاف: "شاهدت كيت وإدريس لأول مرة معا صدفة أثناء استلامهم جوائز البافتا في لندن، وشعرت أن تركيبتهما تصنع شيئا خاصا، ثم حولت الصدفة لاختيار حقيقي بفيلم الجبل بيننا، وتقديم صورة سينمائية واقعية شاعرية، وهى مدرسة بدأت في فرنسا خلال أربعينيات القرن الماضي، على يد المخرج مارسيل كارنيه". وسرد أبو أسعد مفارقة كوميدية خلال التصوير، قائلا: "الكلب الذي يشارك الممثلين وينسليت وإلبا أحداث الفيلم، كان يجلس في خيمة مجهزة بالمدفأة أثناء التصوير في موقع الجبال الثلجية، وكان يوجد له مدربان، بالإضافة إلى مسؤول من إحدى جمعيات حقوق الحيوان في لوكيشن التصوير، يراقب بعناية كيفية معاملة الكلب أثناء التصوير وعما إذا تعرض لأي تعذيب أو أذى من فريق العمل، حتى يمنح الفيلم شهادة موثقة للمرور والموافقة على العرض، فكان يمكنني نهر وينسليت أو إلبا، ولا أستطيع الصراخ في الكلب". وهاني أبو أسعد مؤلف ومخرج فلسطيني، من مواليد الناصرة عام 1961، يحمل الجنسيتين الفلسطينية والهولندية بعد هجرته إليها عام 1980 لدراسة الهندسة، والعمل هناك كمهندس طيران، وفي عام 1992، أخرج أفلامه القصيرة بعنوان (منزل ورقي)، لتتابع أفلامه بعد ذلك، من أشهر أعماله فيلم (الجنة الآن) 2005، الذي حصل على جائزة (الجولدن جلوب) وجائزة من مهرجان (برلين) السينمائي، ثم فيلمه (عمر) 2013، الذي تم ترشيحه للأوسكار، وآخر أعماله (يا طير يا طاير) عن قصة حياة المطرب محمد عساف.