يعاني الإنتاج الحيواني في مصر من نقص مواد العلف المحلية واللجوء إلى استيراد خاماته من الخارج، ككسب الصويا والذرة وغيرهما من المكونات الرئيسية للأعلاف، ومن ثم كانت الحاجة ملحة للبحث عن مصادر بروتينية بديلة، والأزولا هو نبات سرخسي صغير يعيش طافيًا على أسطح المجاري المائية وفي حقول الأرز المغمورة بالمياه، ويمكن أن يساهم في حل هذه المشكلة. يحتوي نبات الأزولا على نسبة عالية من البروتين، ويعد مصدرًا غذائيًّا جيدًا ورخيصًا للحيوانات والدواجن والأسماك. ومن جانبه قال الدكتور محمود علي، أستاذ التغذية الحيوانية: يوجد العديد من العوامل التي تؤثر على التركيب الغذائي للأزولا، ويُنصَح بالتغذية عليه قبل تمام نضجه (عند عمر لا يتعدي العشرين يومًا) حتى يكون طريًّا وعصيريًّا وقليل الألياف، مشيرًا إلى أن محتوى الأزولا من البروتين والدهن يتفوق على ردة القمح، ولكن يختلف التركيب الغذائي للأزولا باختلاف الفصول وطريقة الزراعة، وينتج ال10 آلاف متر من الأزولا شهريًّا حوالي 6-8 أطنان مادة جافة، و450-720 كجم بروتينًا خامًا. ويتراوح محتواه من البروتين الخام ما بين 23 -30%، ويتميز بمحتوى جيد من الأحماض الأمينية الأساسية ما عدا اللسيسين والميثونين والهستدين، لذا فإن الأزولا غير مناسب كمصدر وحيد للبروتينات مع الحيوانات وحيدة المعدة (كالأرانب). ويشتمل على محتوى ألياف منخفض نسبيًّا (11-13% على أساس المادة الجافة). فيما أكد أستاذ الإنتاج الحيواني بجامعة الزقازيق، أيمن أبو زيد، أنه لا يمكن أن يتم الاعتماد كليًّا على نبات الأزولا في التغذية، سواء للحيوانات أو الطيور أو حتى الأسماك؛ لأنه غير متكامل العناصر الغذائية، لافتًا إلى أنه لا بد من توفير جميع العناصر الغذائية في العلف من خلال تركيبة متزنة من البروتين، والفيتامينات، والطاقة، وغيرها؛ لتوفير غذاء متكامل. وأوضح أبو زيد أن نسبة الأزولا في العليقة تختلف بين الطيور والماشية، فدواجن التسمين تتغذى عليه جافًّا بحد أقصى 25%، وتحقق نتائج جيدة في التحويل الغذائي، ولكن زيادة النسبة عن الحد المسموح به ستؤدي إلى مشاكل وعسر هضم للطائر، ويتم تغذية البط عليه طازجًا، ويلاحظ أن البط المغذى على الأزولا يكون أكثر نشاطًا وأفضل طعمًا بكثير وأكبر حجمًا؛ بسبب كثرة الماء في هذا النبات، وهذا يعمل على تفتيح مسام البط. أما بالنسبة للمواشي والأغنام فيستخدم الأزولا جافًّا، وقد تصل نسبة استخدامه إلى 50% من العليقة المستخدمة، ويلاحظ أن الأزولا يزيد من إنتاج اللبن بنسبة 20%، وبالنسبة لتغذية الأسماك عليه، فيمكن زراعة الأزولا في أحواض الأسماك، وتتغذى عليه أخضر، بحيث يكون إنتاج الحوض اليومي أكثر من طلب السمك للتغذية.