حالة من الجدل أثارها فوز مصر بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية لإقليم الشرق الأوسط، في ضوء بيروقراطية وزارة السياحة وعدم تنفيذها خطة واضحة للنهوض بالسياحة وتنشيطها، وتساءل مختصون هل نكتفى بالحضور المشرف فى عضوية المنظمة كما حدث في السنوات الماضية، أم الاختيار هذا العام بمثابة خطوة جديدة؟ وقال مجدى سليم، وكيل وزارة الساحة سابقًا، إن العضوية ليست حديثة العهد على مصر، بل امتداد لسنوات سابقة، كانا نحظى فيها بالمنصب، في منظمة السياحة العالمية، وكان يتولاها الدكتور عمرو عبد الغفار. وأضاف سليم ل"البديل"، أن أهمية العضوية تكمن في تأييدها لحق مصر كدولة ذات عراقة وأصول تراثية وسياحية كبيرة، لكونها أهم دولة في الشرق الأوسط تحمل هذه القيم التراثية، مؤكدا أن المنظمة داعمة لمصر بقوة، فمثلاً عندما شهدت سنة 2016 نضوبًا للسياحة، وكان سنة عجافًا، عقدت منظمة السياحة العالمية مؤتمرها في محافظة الأقصر، وأعلنت المحافظة عاصمة للسياحة التراثية، ما كان بمثابة موقف داعم لأوضاع السياحة المصرية وتشجيعها على أن تقوم من عثرتها. وعن الدور الذي يجب أن تلعبه الحكومة خلال الفترة المقبلة للاستفادة من العضوية، قال: "دائمًا ما تكون مصر حريصة على إرسال ممثلين لها لحضور الاجتماعات الدورية للمنظمة، ورغم أهمية ذلك وتأثيره، الإ انه غير كافٍ، ويجب أن يكون هناك تفاعل أكبر من هذه الأساليب المتكررة"، متابعا: " يجب على وزارة السياحة الاستفادة من بيوت الخبرة والمتخصصين الأعضاء بمنظمة السياحة العالمية، وهم يغطون جميع مجالات السياحة، سواء العلاجية أو الترفيهية أو التراثية أو الدينية وغيرها، ويتمتعون بخبرات دقيقة، يمكنها تنشيط السياحة بمصر وجذب مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع". وعن مدى تفاؤله بتنفيذ وزارة السياحة لهذه الخطط، رد: "لست متفائلاً، لأن الاستراتيجية التى تطبقها الوزارة حاليًّا ليس لديها أي قدرة على خلق جو إيجابي بين وزارة السياحة الممثلة لمصر وجميع الهيئات الدولية، سواء منظمة السياحة العالمية وغيرها، وعلى رأسها اليونسكو"، مضيفا أن مصر عضو في staralliens، ومع ذلك كانت مهددة بأن تخرج منها، نظرًا لغياب الرؤية الواضحة للوزارة وفقدان التفاعل الإيجابي مع منظمات عالمية لها ثقل كبير. وأكد أن الأداء البطىء للوزارة يجعل المنظمات الدولية والتحالفات الكبيرة تبعد عن مصر بطريقة أو بأخرى، وهذا كارثي، خاصة في الظروف التي نمر بها، موضحا أنه يعلم هيئات ومنظمات دولية تعمل بمجال السياحة العلاجية أو التراثية، وعندما ترغب في تنظيم مؤتمر بمصر، وتخاطب هيئة تنشيط السياحة، لاتجد ردًّا، ولا تواجه سوى العراقيل التي تمنع إقامة المؤتمر، ما يدفع هذه الهيئات لمخاطبة رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء، في مشهد عبثي يزيد من أزمة السياحة في مصر. واختتم بأن وزارة السياحة تعاني من سوء التقدير للأمور وعدم فهم وإدارك معنى تأثير وخطورة "تطفيش" هذه الهيئات الدولية، فالوزارة تجري فقط وراء فنان أجنبي أو لاعب كرة، ورغم أهميته، إلا أنه ليس كل ما يجب أن تبني عليه الوزارة خطتها للنهوض وتنشيط السياحة بمصر. وطالب محمد بدوي دسوقي، عضو مجلس النواب، بضرورة استغلال الفوز بعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية لإقليم الشرق الأوسط لمدة 4 سنوات بأغلبية الأصوات، من أجل الترويج للسياحة المصرية، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات إيجابية تدل على أن السياحة في طريقها للتعافي، بعد أن زادت إيرادات السياحة بنسبة كبيرة عن العام الماضي، خاصة بعد الجولة الآسيوية للرئيس عبد الفتاح السيسي الماضية. وأضاف دسوقي أن العمل على الارتقاء بالسياحة لا يقل أهمية عن الاهتمام بالتوسع في الاستثمارات، فنحن بحاجة إلى العمل على التوسع وتطوير كلا الاتجاهين لكونهم المصدر الأساسي لتوفير العملات الأجنبية، لافتاً إلى ضرورة الاستعداد الجيد خلال الفترة المقبلة لاستقبال أعداد أكثر من السياح وأن يكون استقبالا جاذباً لهم. وتابع: "مصر لديها الكثير من الأماكن السياحية التى لم يتم الترويج لها بالشكل المناسب وهذه دور وزارة السياحة فى العمل على كيفية تطوير قطاع السياحة والترويج له فى مختلف دول العالم والترويج لها أيضاً داخلياً قبل أن يتم الترويج لها خارجياً، خاصة أن هناك العديد من المصريين لا يعرفون الكثير عن الأماكن السياحية".