شهدت الأيام الماضية بداية العمل الفعلي في ردم ترعة المحمودية بالإسكندرية، تنفيذا لخطة تطوير محور المحمودية "شريان الأمل" التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر الشباب الرابع الذي عقد بمكتبة الإسكندرية. ومع بداية العمل تعالت الأصوات الرافضة لردم ترعة المحمودية لكونها شريانا مائيا تاريخيا لا يمكن ردمه، مطالبين بتطويرها دون ردم، وقال أحد مؤسسى جمعية "رجال أعمال" التي تأسست عقب ثورة يناير وتضم 110 رجل أعمال: "حاولنا تمرير مشروع الإسكندرية 2020 على الرأي العام السكندري، ومن ضمنه مشروع تطوير ترعة المحمودية، من خلال عرض صور لفينسيا ورسم تصور لترعة المحمودية يتضمن تحويلها إلى ما يشبه الطرق المائية في فينسيا بحلول عام 2020، ولكن لم يؤخذ بفكرتنا". واعترض الدكتور هشام سعودي، عميد كلية الفنون الجميلة السابق وأبرز أساتذة التخطيط والعمارة، مؤكدا أن المحمودية شريان مائي طبيعي ومتنفس وتاريخ لا يمكن ردمه، والأفضل الإبقاء عليه وتطويره بأفكار جديدة وبتقنيات عالمية دون ردم الترعة، مضيفا أنه أجرى دراسة على جزء من الترعة أسفرت عن وجود 9 مشكلات تم وضع حلول لها بخطة بديلة للردم، وذلك عن طريق تهذيب الطريق الموازي للترعة وتثبيت عرض الحارات المرورية واستخدام إنشاء حارات خاصة لسير الدراجات وموقف انتظار للسيارات، وإنشاء كورنيش للمجرى المائي وتدبيش جسر الترعة لحمايتها من التآكل والنحر، وتوحيد عرض الأرصفة واستغلال الزوائد كمسطحات خضراء واستغلال فرق المنسوب بين جسر الترعة ومنسوب الطريق بإقامة متنزهات وأماكن جلوس وكافتيريات وأنشطة ترفيهية متنوعة. تشمل خطة تطوير محور المحمودية إزالة عدد من الأماكن الشهيرة من بينها وكالة الحضرة، وهى سوق خضار الجملة الوحيد بالإسكندرية، ويقول تجار الوكالة إن المحافظة لم تحدد مكانا بديلا حتى الآن، وهناك أقاويل لنقل سوق الخضار خارج المدينة وتخصيص مكان ببداية الطريق الصحراوي مما سيمثل عبئا عليهم ويضيف تكلفة نقل كبيرة لنقل الخضار من خارج الإسكندرية إلى تجار القطاعي والأسواق. يذكر أن التخطيط لمشروع تطوير ترعة المحمودية وردمها بدأ منذ عهد المحافظ الأسبق اللواء عادل لبيب في عام 2008 وتوقف المشروع لعدم توافر المخصصات المالية والتي كانت تقدر آنذاك بتكلفة 134 مليون جنيه. ويبدأ تطوير محور المحمودية من الحدود الإدارية للمحافظة بالكيلو 56 وحتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 21، بطول 21.1 كم من مخرج ترعة راكتا شرق المدينة حتى المصب بالدخيلة غرب المدينة، وقال محمد سلطان، محافظ الإسكندرية إنه سيتم تغطية المجرى المائي للمحمودية من خلال خطوط مواسير مدفونة ذات قطر كبير ومناسب لكمية المياه ودراسة تأمين محطات المياه، وإنشاء أول شبكة صرف مطر منفصلة تماما عن محطات الصرف الصحي، للعمل على منع ارتفاع مناسيب المياه بالمحطات خلال موسم الأمطار، ودراسة استعواض المجرى المائي ليصبح محورا مروريا يسع من 6 إلى 8 حارات مرورية في كل اتجاه، مع تخصيص حارة منها لأتوبيس النقل الجماعي، وسيكون عرض الطريق ما بين 80 إلى 120 مترا بطول المحور المروري الجديد، بجانب إنشاء منطقة اقتصادية تجارية للمشروعات الصغيرة على جانبي الطريق تعمل على توفير آلاف فرص العمل، كما تم اقتراح إنشاء مشروع المونوريل أعلى الطريق، وتخدم هذه المقترحات 4 أحياء ذات تكدس عال بالإسكندرية وهي أحياء منتزة أول وشرق ووسط وغرب، علاوة على خدمة باقي أحياء الإسكندرية من خلال المحاور الأخرى الرئيسية والفرعية وربطها بمحور المحمودية الجديدة. وأكد سلطان أن المحور المروري الجديد سيتم ربطه ب25 محورا فرعيا في نطاق الإسكندرية مما سيسهم بشكل كبير جدا في حل مشكلة الاختناق المروري بالشوارع الرئيسية بالمحافظة، كما تم حصر الأراضي والمصانع والكيانات غير المستغلة على مسار المحمودية والتي تبلغ مساحتها 2 مليون و117 ألفا و239 مترا مربعا، على مسار الترعة والتى تقدر قيمتها بمليار جنيه وسترتفع إلى 43 مليارا عقب ردم الترعة. كانت ترعة المحمودية قد حفرت بأمر من محمد علي، عام 1807 وتبدأ من قرية بهيت بالبحيرة لتصل بمياه النيل إلى الإسكندرية، ولتكون ممرا مائيا للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل، وتم افتتاحها عام 1820 وسميت المحمودية باسم السلطان محمود الثاني سلطان الأستانة آنذاك.