يزور مصر حاليًّا وفد أمن روسي؛ لمراجعة الإجراءات الأمنية في عدد من المطارات المصرية، ويتكون الوفد، الذي وصل منذ 3 أيام، من 5 أشخاص، وباشر عمله في تفتيش مطار القاهرة وصالات الركاب وأماكن تخزين ونقل الحقائب، ومن المنتظر أن يتفقد إجراءات التفتيش وكاميرات المراقبة وغيرها من الإجراءات الأمنية، التي تم تفعيلها خلال الشهور الماضية؛ منعًا لحدوث أي عمليات إرهابية تستهدف الركاب، خاصة بعد واقعة سقوط الطائرة الروسية بصحراء سيناء في 2014. هذه ليس أول مرة يأتي فيها وفد أجنبي بشكل عام، وروسي على وجهة الخصوص، لمراجعة وتفتيش المطارات المصرية، حيث سبق وقام وفد روسي بتفتيش مطار الغردقة وشرم الشيخ مرتين: الأولى كانت في شهر يناير الماضي، حيث أعلنت وزارة الطيران أن وفدًا روسيًّا "رفيع المستوى" وصل إلى القاهرة، ثم توجه لزيارة مطاري الغردقة وشرم الشيخ شمال، في إطار استكمال إجراءات عودة الطيران بين مصر وروسيا. وفي شهر أغسطس من العام الماضي أعلنت الحكومة عن قدوم وفد أمني روسي، قام في بداية زيارته للقاهرة بمراجعة إجراءات التأمين المتبعة في المطار، وكان يضم 15 خبيرًا أمنيًّا من وزارتي السياحة والنقل، وبدأ زيارته بعقد اجتماع مع عدد من كبار المسؤولين الأمنيين المصريين، وفي تلك الزيارة تفقد الوفد الروسي عملية تأمين حركة الركاب منذ دخولهم صالة السفر وحتى صعودهم للطائرات، ومراحل تفتيشهم وحقائبهم، ثم نقل الحقائب إلى الطائرات، ونقل وجبات الطعام الخاصة بالركاب من المطاعم إلى الطائرات، مع رصد عمليات تفتيش الحاويات وطرود البضائع. الاعتراض على كثرة هذه الوفد وصل إلى الجهات الرسمية، حيث اعترضت جهات رسمية لأول مرة على كثرة الوفود الأمنية الروسية، منذ عدة شهور، وأبلغت روسيا رسميًّا بأن القاهرة اتخذت كافة الإجراءات الأمنية الرسمية، ووافقت على كافة الشروط الرسمية لعودة السياحة الروسية، دون أن يكون هناك تقدم ملموس في الملف، وأن وفودًا أمنية روسية تحضر إلى مصر كل يومين دون أن يكون هناك تقرير نهائي، وأن مصر طلبت تقديم الجانب الروسي تقريره النهائى حول إجراءات تأمين المطارات المصرية. بعض المختصين أكدوا أن هذه الزيارات أصبحت مبالغًا فيها، خاصة وأن هناك وقائع تؤكد ذلك، وأبرزها ما حدث مع تركيا، حيث استُهدفت طائرة روسية من جانب الجيش التركي، ومع ذلك تم استكمال الرحلات الروسية التركية بعد 5 شهور فقط من مرحلة توتر العلاقات بين الجانبين، ولم يحدث أن زارت وفود روسية مطارات تركيا. في نفس السياق قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، إن كثرة هذه الوفد مبالغ فيها، ويتعارض بعضها مع السيادة المصرية، مع الوضع في الاعتبار أن الهدف من هذه الزيارات هو طمأنة الجانب الروسي بأن هناك إجراءات جديدة تم العمل بها من أجل تحقيق أعلى دراجات تأمين للركاب أيًّا كانت جنسياتهم، ولكن أن يحدث تفتيش، وتتكرر هذه الزيارات بهذه الآلية، فهذا يثير علامات استفهام. ولفت مسلم في تصريحات خاصة ل"البديل" إلى أن هناك فرقًا بين أن تكون هناك طمأنة من الجانب المصري للجانب الروسي على الإجراءات الأمنية المتبعة وبين وضع توصيات وشروط ملزمة، تتعارض مع كل الأعراف المعمول بها، مشيرًا إلى أن هذه ليست أول مرة يزور فيها وفد روسي للمطارات المصرية، فهناك زيارات منذ نحو عامين، ومع ذلك لم يحدث أي جديد. إيهاب موسى، أحد العاملين بمجال السياحة، قال إن معظم شركات السياحة المصرية أصبحت تتعامل مع السياحة الروسية على أنها لن تعود في الفترة الحالية، وبدأت في التعامل مع الشركات الآسيوية؛ لجذب السياح الصينيين؛ وذلك بسبب كثرة الوعود بأن السياحة الروسية ستعود، دون أن يتحقق شيء على أرض الواقع. وكشف موسى أن ملف عودة السياحة الروسية له أبعاد سياسية واقتصادية، حيث توجد شركات روسية من مصلحتها أن توقف هذه الرحلات؛ لأنها اتفقت مع منتجعات سياحية في روسيا نفسها، وبالتالي يكون هناك مكسب أكبر من نقل السائح من روسيا إلى مصر، بحيث تستفيد هي من فرق التكلفة وغيره من الأمور التي تعرقل عودة السياحة المصرية الروسية في وقت قريب.