تحل علينا اليوم الذكرى 65 لثورة 23 يوليو 1952، التي تناولها الكثير من النصوص والأعمال الأدبية؛ بعضها رصد جوانب إيجابية، وبعضها الآخر سلط الضوء على سلبياتها. الجانب الإيجابي للثورة جاء في رواية رد قلبي ليوسف السباعي، بينما رصدت «ثرثرة فوق النيل» لأديب نوبل نجيب محفوظ، سلبيات عدة وتسببت في أزمات كثيرة لمحفوظ مع مجلس قيادة الثورة، الذي استشاط غضبا منها، حتى وصلت إلى مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي أنصف الأديب، واعتبر روايته صادقة وتقدم النقد الصحيح، وأن صاحبها ينتقد من داخل الثورة، ولا يحسب على أعدائها. قال حسام عقل، الناقد الأدبي، إن ثورة يوليو صاحبها الكثير من النصوص التي عبرت عنها بجميع أحداثها، معتبرا أن أفضل النصوص التي تناولتها «رد قلبي» للكاتب الكبير يوسف السباعي، وكانت أشبه بدعاية للثورة، موضحًا أن السباعي منذ بداياته مع الكتابة وحتى اعتلائه صرح وزارة الثقافة، كان أفضل من تناولوا ثورة يوليو بمختلف مراحلها. وأضاف عقل ل"البديل"، أن الكثير من الشعراء تناول ثورة يوليو، وأرخ للواقع المصري بكل تفاصيله؛ منهم صلاح عبدالصبور، الذي ركز عليها في ديوانه "الناس في بلادي"، وعبدالوهاب البياتي، أيضا، أحد أبرز شعراء الثورة، متابعا: "ظهر على خشبة المسرح أيضا مبدعون، تناولوا الثورة، منهم سعد الدين وهبة، الذي انتقد الثورة في بعض أعماله، رغم تأييده الشديد لها، لكنه كان دائما ما ينتقد بداعي التنبيه للأخطاء، ومثله تماما الكاتب نعمان عاشور. وأوضح القاص والروائي صابر رشدي: "يعتبر الكاتب الراحل وأديب نوبل، نجيب محفوظ، أفضل من تناول ثورة يوليو في كتاباته، خصوصا في رواية ثرثرة فوق النيل، ولم ينافق أو يداهن أي نظام، إنما كان يشير دائما إلى السلبيات وينبه المسؤولين عنها حتى يتجاوزوها". وتابع رشدي ل"البديل" أنه يعتبر ثورة يوليو انتهت بموت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ لأنها في عهده حققت إنجازات على جميع المسارات، وظهرت أثارها الإيجابية على مختلف طبقات الشعب، لكن بعد رحيله انحرفت عن مسارها، خصوصا أنها كانت فارقة بين عهدين مختلفين، وجلبت أفكار وتجارب مختلفة لمصر، لم تكن لها سابق معرفة بها.