شهدت حديقة الأزبكية العديد من الأحداث التاريخية، حيث احتفلت الجالية الإنجليزية في مصر بعيد ميلاد الملكة فيكتوريا، بالإضافة إلى الاحتفال بعيد الجلوس السلطاني وعزفت الموسيقى العسكرية، فيما شهدت السرادقات احتفالات الجمعيات الخيرية وحفلات المطربين، وأشهرهم الشيخ يوسف المنيلاوي وعبده الحامولي، ومحمد عثمان. ويعود تاريخ حديقة الأزبكية، التي تعد واحدة من أعرق الحدائق النباتية، إلى عهد الخديوي إسماعيل، الذي كلف المهندس الفرنسي باريل ديشان المسؤول عن حدائق باريس، بتخطيط حديقة الأزبكية عام 1872، وتقع الحديقة على مساحة 18 فدانا محاطة بأسوار من حديد، لها أربعة أبواب من الجهات الأربع. وضع بالحديقة ألفي و500 مصباح غاز، بالإضافة إلى غرس العديد من النباتات النادرة التي جلبت خصيصًا من الهند وأوروبا وإفريقيا والبرازيل وكوبا، وفي منتصف الحديقة حفرة البحيرة الصناعية، بجانب قنوات مياه تمر أسفل الجسور، كما تم إنشاء جبلاية صناعية، وكشك موسيقى مخصص لفرقة الخديوية الموسيقية. وكان الفرنسي باريليه ناظر للحديقة آنذاك، فيما أقام على طرف الحديقة المسرح الكوميدي الفرنسي عام 1867، وعرف ب"تياترو الأزبكية"، فيما شهدت الحديقة احتفالات افتتاح قناة السويس، حيث أنشأ الخديوي دار الأوبرا الذي شهد أضخم عرض، وتم تجهيز حديقة الأزبكية لاستقبال الضيوف. وحظيت الحديقة بإعجاب من جانب الأجانب والمصريين، فشهدت العديد من الحفلات والعروض المسرحية على "التياترو"، وحضر بها الخديوي العديد من العروض، كان من أوائل العروض التي قدمت ليعقوب صنوع، تلاها العديد من الفرق، مثل: فرقة فاطمة رشدي، وغنت عليه أم كلثوم، كما ألقى جمال الدين الأفغاني خطبة في الاحتفالات. ومع حريق القاهر في يناير 1952، تحول حي الأزبكية إلى مكاتب وأبنية تابعة للدولة، وتم تقسيم الحديقة إلى جزئين، شيد على أحدهما سنترال الأوبرا، واخترقها شارع 26 يوليو، وتقلصت مساحة حديقة الأزبكية للنص، وباقي المساحة بني عليها مسرح العرائس ومسرح 26 يوليو والمسرح القومي، ومع مرور الوقت، تحولت الحديقة إلى مكتبات، وأطلق عليها سور الأزبكية الذي يعرف بمكتبة الفقراء لرخص أسعارها مقارنة بغيرها.