مع خروج تقارير بين الحين والآخر تشير إلى احتمالية عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أو استقالته من منصبه بعد تعالي الاتهامات الموجهة ضده على خلفية تواطؤه مع روسيا في الانتخابات الأمريكية، بدأ يطرح كثيرون تساؤلات حول الشخصية المحتمل أن تخلف ترامب دون انتخابات فور حدوث أي تغيير مفاجئ لرأس سلطة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعن السجل الشخصي له ومواقفه السابقة الداخلية والخارجية. وتثير التحقيقات التي تجريها سلطات الولاياتالمتحدة حول تواطؤ محتمل بين أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس ترامب ومقربين من السلطة الروسية خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية، جدلًا واسعًا في الداخل الأمريكي، لاسيما أن هناك عددا من الديمقراطيين لم يترددوا في الدعوة لإقالة ترامب. وأظهر استطلاع للرأي أمس، انخفاض شعبية ترامب، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست وشبكة (إيه بي سي) الأمريكيتين، اللتين أكدتا أن الانخفاض جاء متأثرا بتصورات حول تراجع القيادة الأمريكية في الخارج، إلى جانب أجندة رئاسية متعثرة في الداخل، فضلا عن مشروع الجمهوريين لقانون الرعاية الصحية الذي لا يلقى قبولا، ووفقًا للاستطلاع، فإن 48 % يرفضون بشدة أداء ترامب في منصبه، لكن يبقى احتمال عزل ترامب بعيدًا حاليا، على اعتبار أن الجمهوريين مازالوا موالين لترامب، وإذا ما حدثت الإقالة، يصبح نائب ترامب، مايك بنس، عاشر نائب رئيس في التاريخ يبلغ قمة السلطة دون أن ينتخب رئيسا، وكان الأخير جيرالد فورد في 1974 بعد استقالة ريتشارد نيكسون. ويصف بنس البالغ من العمر 57 عاما الذي شغل منصب حاكم ولاية إنديانا الواقعة شمالي البلاد، نفسه على أنه "مسيحي محافظ"، ودرس الحقوق وعمل مذيعا إذاعيا، وعلى دراية بكواليس واشنطن لأنه كان عضوا في مجلس النواب من 2001 إلى 2013 ورئيسا للمؤتمر الجمهوري، أي الشخصية الثالثة في هرم قيادة الحزب من 2009 إلى 2011، لكنه لم يكن معروفًا إلى حد كبير وسط المجتمع الأمريكية حتى قبل سنة، عندما عرف اسمه في جميع أنحاء العالم، عندما اختاره دونالد ترامب مرشحا لمنصب نائب الرئيس، وأصبح في يناير الماضي نائب الرئيس الثامن والأربعين للولايات المتحدة. ويتميز بنس بالصلابة والانضباط خلافًا لرئيسه المندفع لحد كبير بالمدارس العقائدية، ما جعل منه واحدا من أبرز شخصيات واشنطن، ويحترمه كثير من النواب الجمهوريين، ويحاول بنس من خلال جولاته المكوكية بين البيت الأبيض والكونجرس طمأنة النواب إزاء تحركات الرئيس الأمريكي، كما أنه في ملف إصلاح النظام الصحي، يسعى جاهدا لحشد معارضي القانون الأكثرية، في صفه، وبالإضافة إلى دوره الداخلي، فإنه يحمل مهمة خارجية معنية بتعزيز التعاون مع الحلفاء؛ ففي أبريل الماضي، توجه إلى جولة طويلة لدول آسيا عمل فيها على طمأنة الحلفاء الآسيويين لأمريكا، من التهديدات المباشرة لكوريا الشمالية.