من المتوقع أن يلقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بقطاع غزة إسماعيل هنية خطابا في الأيام القادمة، وتداول عدد من النشطاء والمحللين أن هنية سيعلن عن حل اللجنة الإدارية التي تم إنشاؤها مؤخرا، والتي سببت سلسلة من التصدعات في الحالة الفلسطينية بين قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، وسلطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، خاصة وأن الأخير اتخذ مجموعة من الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة، لحين حل اللجنة، لكن قادة من الحركة فندوا ما توقعه المغردون، معلنين عن سياسات جديدة سيشهدها قطاع غزة، أهمها تشكيل لجنة إدارية جديدة، يكون القيادي محمد دحلان على رأسها، ما يزيد إنكار الرئيس الفلسطيني لقطاع غزة، خاصةً إذا أصبح خصمه دحلان حاضرا فيها وشريكا لحركة حماس. ورغم أن قادة حركة حماس ينفون مشروع إقامة دولة غزة جملةً وتفصيلا، إلا أنهم يؤكدون تشكيل لجنة إدارية جديدة مشتركة لإدارة قطاع غزة، ولو اختلفت المسميات، فالنتيجة على ما يبدو ستكون واحدة. القيادي بحركة حماس أحمد يوسف قال إن التفاهمات الأخيرة التي جرت في القاهرة بين وفد حركته ودحلان وخلصت ب15 بندا، أعطت دحلان فرصة للمشاركة بحكم قطاع غزة من خلال تشكيل لجنة جديدة لإدارة قطاع غزة، يتسلم زمام أمورها تيار دحلان بمشاركة حماس وبعض القوى، ردا على اتهامات تفرد حماس بالسلطة في قطاع غزة، مدعيا أن الأمر سيوفر مساحة خصبة للشراكة الوطنية بتنفيذ خطوات ديمقراطية متسلسلة وتفعيل المجلس التشريعي وإجراء انتخابات بلدية وطلابية وعمالية لتحسين أحوال قطاع غزة بمعزل عن حكومة رام الله التي لن يكون لها نصيب في الخطة الجديدة التي يجري إعدادها لقطاع غزة. وكان موقف حركة حماس واضحا بشأن أي لقاء مرتقب مع الرئيس عباس، حيث كان شرط حركة حماس على لسان القيادي يحيى موسى، بأن يرفع عباس جميع الإجراءات التي تم أخذها ضد قطاع غزة مؤخرا، وتشمل خصم 30 في المائة من رواتب طواقمها في غزة، وإيقاف رواتب الأسرى المحررين ومضايقات مالية بشأن الكهرباء والخدمات الطبية والإنسانية بقطاع غزة. وكان مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، حضر لقاء في الأيام الماضية مع إسماعيل هنية، طالبا من حركة حماس أن تحل اللجنة الإدارية، إلا أن حماس رفضت، وقالت إن أي لقاء بينها وبين عباس لا يحتاج لوسطاء، بل يحتاج تنفيذ ما اشترطته. وقال يوسف، إن القيادي بحركة فتح سمير المشهراوي، وهو أحد القيادات المحسوبة على تيار دحلان، سيزور قطاع غزة خلال الأيام القادمة مع عدد آخر من القيادات، التي ستقوم بإعادة هيكلة اللجنة الإدارية وبدء عمليات الدعم والإسناد المالي للقطاع، مؤكدا أنه سيتم خلال هذه الزيارة وضع الترتيبات المناسبة، لافتا إلى أن هناك زيارة مرتقبة لدحلان لقطاع غزة، حيث يعمل دحلان بحسب يوسف في جمع التضامن والدعم العالمي، ويراه الكثير من الغزيين طوق نجاة للأزمات المتتالية بقطاع غزة. الغريب في الأمر أن حماس تنادي اليوم بالوحدة الوطنية وانتشال قطاع غزة من أزماته، بينما الرئيس عباس قد وجه دعوات سابقة متكررة للحركة بالتصالح، وحينها فرضت حماس عدة شروط بينها إنهاء الإجراءات التي اتخذت مؤخرا ضد القطاع، والتي أيضا اقترنت بشرط حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس وسببت هذه التصدعات من وجهة نظر السلطة، وإن بدا هذا كله ليس غريبا، فالغريب أن تلجأ حماس لدحلان لحل أزمات غزة، وتسلّم له إدارة غزة على طبق من ذهب، إن لم يكن من أجل حل أزمات القطاع، فهو بالتأكيد لإيصال رسالة قاسية لعباس، مفادها الاستغناء التام عن عباس تحت مبدأ عدو عدوي صديقي.