حذر عدد من الصيادلة من وجود أدوية مغشوشة تغزو الأسواق، تقف وراءها شركات أدوية معروفة، حيث يتم الترويج لها من خلال تلك الشركات وبيعها بنفس أسعار الأدوية الأصلية, وهو ما كشفته هيئة الرقابة الإدارية صباح أمس الأربعاء، بعد أن أعلنت أنها داهمت مقرات ومخازن غير مرخصة تابعة لإحدى شركات الأدوية، وتقوم فيها بتصنيع دواء مغشوش لفيروس سي وأدوية أخرى. وكانت عناصر هيئة الرقابة الإدارية، بالتعاون مع التفتيش الصيدلي ومباحث التموين، داهمت عددًا من المقرات والمخازن غير المرخصة والمقر الرئيسي للشركة، إضافة إلى ضبط سيارة نصف نقل كانت تنقل أدوية ومواد لأحد المقرات. كما تم ضبط ماكينات تصنيع وتغليف الأدوية والمواد الخام، وأدوية منتهية الصلاحية، وأدوية تابعة لوزارة الصحة، وأدوية يعتقد أنها مغشوشة لفيروس سي ومسكنات ومكملات غذائية، وغيرها من المضبوطات داخل المخازن والمقرات التى تم تفتيشها والتابعة للشركة. وأوضح عدد من الصيادلة أن الأمر لا يقتصر على أدوية فيروس سي، ولكن هناك أدوية مغشوشة كثيرة تغزو الأسواق، وأبرزها عقار الألبومين المعالج لأمراض الكبد, وعقار إندوكسان المعالج لأمراض الأورام, وعقار دجريتول المعالج لأمراض المخ, وحقنة آر إتش، التي تحقن بها النساء بعد الولادة لمنع تشوه الأجنة, إلى جانب عدد من أدوية الضغط, موضحين أن الرقابة الإدارية يجب أن تركز في الفترة القادمة على عدد من الشركات المعروفة. وهو ما أكده الصيدلي هيثم راضي بقوله إن الهجمات التي تقوم بها هيئة الرقابة الإدارية ممتازة، وبالفعل كشفت العديد من جوانب الفساد في الفترة السابقة، ولكن يجب أن تقوم بتكثيف دورها، أي أن تشن حملات على عدد من شركات الأدوية التي باتت تصنع أدوية مقلدة، وتروج لها على أنها أدوية حيوية, وأوضح ل "البديل" أن ما تقوم به بعض الشركات مخالف تمامًا للقانون، ويجب أن يتم محاسبتها بشكل عسير, مطالبًا الرقابة الإدارية بأن تفصح عن تلك الشركات؛ حتى تتلافى الصيدليات التعامل معها من الأساس. ويقول الصيدلي محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، إن سوق الدواء الآن ممتلئ بالأدوية المغشوشة والتي تروج لها بعض شركات الأدوية، مما يضع الصيادلة في مأزق، فكيف يمكنهم كشف الدواء السليم من المغشوش؟ وأضاف سعودي ل "البديل" أن الحملات التي تقوم بها هيئة الرقابة الإدارية جيدة لصالح المرضى والصيادلة على حد سواء، خاصة أن عددًا كبيرًا من الأدوية أصبح مغشوشًا، وللأسف يتم تداول هذه الأدوية بالصيدليات وأسواق الدواء، والمرضى يتناولونها، والمخزي أن بعض شركات الأدوية لها يد كبرى في تلك الأدوية المغشوشة.