جمال عبد المجيد – محمد الحسيني عبر عدد من أهالي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي شنه مسلحون على 3 سيارات كانت في طريقها إلى دير الأنبا صموائيل بالظهير الصحراوي الغربي بالمنيا، أمس الجمعة، وأسفر عن مقتل 29 قبطيًّا وإصابة 23 آخرين، عن غضبهم الشديد من الحادثة، مؤكدين أن هناك خللًا أمنيًّا بهذا الظهير، ويجب تأمينه بشكل كامل، مع سرعة ضبط المتهمين. الحادث دفع مطرانيات المحافظة بمختلف المراكز في الإعلان عن تنظيم سرادق عزاء لتلقي العزاء في الضحايا، وإقامة قداس صلاة على أرواحهم. وقال جرجس، شقيق الشهيد اسحق شلبي ل«البديل»، إن شقيقه عامل ويبلغ من العمر 54 عامًا، خرج في الثامنة صباحًا وبرفقة عدد من أبناء القرية، واستقلوا سيارة ربع نقل للتوجه إلى الدير، وعندما توجهوا عبر المدق الجبلي المؤدي لدير الأنبا صموئيل، فوجئوا ب3 سيارات دفع رباعي تستوقفهم، كما استوقفت أتوبيس وسيارة أخرى، وتبين أن عددًا من المسلحين الملثمين كانو يستقلون تلك السيارات، وطالبوهم بالكشف عن بطاقات الرقم القومي الخاصة بهم، وعندما علموا أنهم أقباط، طلبوا منهم نطق شهادة الإسلام، لكنهم رفضوا ذلك، ثم أطلقوا عليهم الرصاص. وأضاف شقيق الشهيد أن أول من كشف عن تفاصيل الواقعة هم طفلان، تمكنا من الهروب من الحافلة التي كانت قادمة من بني سويف، وتمكنا من الركض حتى بداية المدق الجبلي، والوصول لأقرب كمين شرطة والإبلاغ عن الواقعة، وبعد ذلك بدأت القوات في التجمع والقدوم، لكن بعد هروب القتلى في الصحراء. واختتم شلبي حديثه مستنكرًا المعاملة السيئة التي تعرضوا لها وأبناؤهم من الضحايا، خاصة في المستشفيات الحكومية اليوم قبيل استلام الجثث من المشارح، مؤكدًا أن هناك خللًا كبيرًا في الأجهزة الأمنية، خاصة بالظهير الصحراوي الغربي، ويجب ضبط المتهمين سريعًا. في السياق ذاته قال حنا إسحق شقيق، أحد الضحايا ويدعى لمعي إسحق تواضروس، 56 سنة، إنه فور توجههم إلى موقع الحادث، تأكدوا أن العملية مخطط لها بعناية شديدة، خاصة أنها تمت بشكل سريع، وتمكن الجناة من الهروب دون أي اعتراض أو تتبع من الأجهزة الأمنية. واستطرد إسحق: الجثث كافة كانت قد تعرضت لطلقات قاتلة غالبيتها في الرأس والرقبة، حتى الثلاثة أطفال القتلى واجهوا نفس الإصابات، بعد رفضهم جميعًا إنكار المسيح وفقًا لروايات الشهود والمصابين الناجين، ثم تلقوا جميعًا عدة طلقات انتهت بقتل غالبيتهم. وتساءل شقيق الشهيد: في مصلحة من يتم قتل العشرات بدم بارد، وفي النهاية يلقون منشورات مكتوبًا فيها صومًا مقبولًا وذنبًا مغفورًا؟ مؤكدًا أن سماحة الدين الإسلامي لا تقول ذلك، مطالبًا بالقصاص العادل. أهالي بني سويف قالت أيريني يوسف، 30 سنة من أهالي الضحايا، ل«البديل»: أسرة زوجي، وهي مكونة من محسن فهمي، 60 سنة، وزوجته سامية عدلي، جاءوا من الولاياتالمتحدةالأمريكية في زيارة لقرية نزلة حنا بمركز الفشن جنوب بني سويف، وصباح أمس اصطحبوا أبناءهم الثلاثة وأسرهم وبقية الأهالي، وهم أكثر من 40 شخصًا، وتحركوا في الصباح مستقلين أتوبيسًا من القرية في طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل بالمنيا. وأضافت: في الطريق إلى الدير اعترضتهم مجموعة من الإرهابيين الملثمين، وأطلقوا عليهم النار دون أي ذنب، فاستشهد عم محسن وأبناؤه وعدد من الأطفال الصغار، بينما أصيب عدد من النساء والزوجات. وقالت أماني نجلة سائق الأتوبيس بشري كامل ل«البديل»: أستيقظ والدي في السادسة صباحًا، وتحرك بالأتوبيس لينقل أهل القرية من الأقباط، وهم أسرة عم محسن لزيارة دير الأنبا صموئيل بالمنيا، ثم بعد ذلك جاءنا اتصال تليفوني بأن أهل القرية تعرضوا لحادث إرهابي، وعلمنا أن والدي، سائق الأتوبيس، من المصابين. وتضيف مريم غطاس، ربة منزل من جيران أسرة، محسن فهمي: نعيش في سلام نحن والمسلمين في القرية، كلنا أسرة واحدة، ولا فرق بيننا، ونعيش سويًّا في الفرح والأحزان، ولا نعلم ما ذنب عم محسن الذي جاء من أمريكا لزيارة أسرته وأهله بالقرية، وأراد أن يزور الأماكن المقدسة الخاصة بنا نحن المسيحيين فتعرضوا للقتل، متسائلًا: ماذا فعلوا لكي يتم قتلهم؟! حسبنا الله ونعم الوكيل فيما حدث. وأوضح ميلاد كامل، موظف جار محسن فهمي، أن الأتوبيس نقل نحو 40 شخصًا من أسرة محسن فهمي في القرية، وهي عبارة عن أولاده وأسرهم، إلَّا أننا فوجئنا بوقوع الحادث، وعلى الفور أسرع عدد كبير من أهالي القرية المسيحيين والمسلمين إلى مكان الحادث لنقل المصابين والمتوفين، ومنهم لله الإرهابيين الذين يريدون الشر لمصر وقتل أبنائها من المسلمين والمسيحيين دون ذنب. يذكر أن حافلة كبيرة كانت قادمة من محافظة بني سويف تقل عددًا من الأطفال والأشخاص بقرية تسمى نزلة حنا، وكانت متوجهة إلى الدير الذي يقع بمنطقة جبل القلمون بمدقات الصحراء الغربية، في الوقت ذاته توجهت سيارتان أخريان تقل عددًا من المواطنين من دير الجرنوس التابعة لمركز بني مزار، إحداهما كانت تقل عددًا من العمال، وبعد السير مسافة 5 كيلو مترات تقريبًا داخل المدق الجبلي، هاجم مسلحون السيارات وقتلوا وأصابوا من بها.