العقلية الصهيونية قائمة على اغتصاب الأرض والاستيطان والعنصرية رؤية الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم تتضح يحيي الشعب الفلسطيني في هذه الأيام ذكرى النكبة، التي مثلت نقطة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، بحسب الدكتور جهاد الحرازين، القيادي الفتحاوي وأستاذ العلوم السياسية، الذي أشار إلى الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الصهيونية المتطرفة ضد أصحاب الأرض الأصليين، كما تحدث عن الصراع الفلسطيني الصهيوني ومستقبل القضية، وإلى نص الحوار.. بعد مرور 69 عاما.. كيف ترى النكبة الفلسطينية؟ النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني شكلت نقطة فارقة في تاريخ فلسطين، ومازال الغضب متأججا في وجدان جموع الفلسطينيين بعد مرور 7 عقود على النكبة، خاصة لدى كبار السن، الذين عندما أجالسهم، يتذكرون كيف كانت حياتهم في تلك الفترة المليئة بالأسى، جراء جرائم العصابات الصهيونية التي اقتحمت المنازل وقتلوا كل المتواجدين فيها لتفريغ الفلسطينيين منها، كما كانوا يستهدفون من بالشوارع أمام الجميع، لخلق حالة من الخوف والرعب حتى يترك هؤلاء قراهم ومنازلهم، وكلها مشاهد حاضرة في أذهان الشعب الفلسطيني، الذي لا يمكن أن ينسى أو يتغاضى عنها مهما طال العمر؛ لأن الجرائم لا تسقط بالتقادم ويجب محاسبة الاحتلال عليها. والنكبة لن تستمر كثيرًا، لاسيما أن الفلسطينيين مازالوا يحتفظون بمفاتيح بيوتهم وأوراق ممتلكاتهم للأرض تورث من جيل لآخر؛ لأن الشعب الفلسطيني مقتنع ومدرك بأن العودة قريبة، خاصة أن دولة الاحتلال المزعومة بنيت على باطل وعلى دماء شعب آخر، لذلك لا تستحق الاستمرار. ما المشهد الذي لا يمكن أن تنساه من واقع قصص وحكايات النكبة الفلسطينية؟ الذي رواه أحد الشيوخ الكبار، وهو مشهد يتذكره جموع الفلسطينيين كل عام، الواقعة التي اقتحمت فيها قوات الاحتلال أحد البيوت الفلسطينية وكان به رجل زوجته وأولاده، وكان أحد أبنائه شابًا متزوجا وامرأته حامل، فقتلت العصابات الصهيونية الأب والأم والشاب أمام أبنائه وزوجته الحامل، ولم يكتف المجرمون بالقتل، بل أقدموا على شق بطن الحامل وإخراج الجنين لإطلاق النيران عليه، لتموت المرأة وطفلها الذي لم يكتمل عظامه، وهي جريمة لا ينساها الفلسطينيون، وستظل خالدة في ذاكرة ونفس الإنسانية. كيف ترى استخدام الاحتلال لمصطلح السلام؟ تزييف لما يرتكبوه في حق الشعب الفلسطيني يوميًا، فبعد 7 عقود من النكبة لم يتوقفوا عن ارتكاب أفظع الجرائم وأشدها عنفًا، بل ظلوا مستمرين في مسلسل اغتصاب الأرض وانتهاك الحقوق الفلسطينية حتى اليوم، فالعقلية الصهيونية قائمة على اغتصاب الأرض والاستيطان والعنصرية والحقد، وأمام كل الانتهاكات الجسيمة، مازال الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقه ويطالب المجتمع الدولي بتطبيق القوانين وإيقاف كل الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. حدثنا أكثر عن التهجير القسري؟ ذاق الشعب الفلسطيني معاناة خلال النكبة ودفع ثمنا باهظا نتيجة صموده للحفاظ على أرضه، من قتل وذبح وتشتت على أيدي العصابات الصهيونية، ولم تتوقف، بل استمرت عبر رحلة التهجير والتشريد التي زادت أيضا من حجم المعاناة والمأساة، حيث ظل الفلسطيني مهاجرًا في شتات العالم، ويمارس ضده جميع أشكال العنصرية. وما الحل الحاضر في رأيك لإزالة أثار النكبة؟ الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية تخطو في هذه المرحلة خطوات ثابتة نحو التحرر الوطني؛ من خلال التمسك بالثوابت الفلسطينية وعدم السماح بتمرير المشاريع التصفوية للقضية من أجل الوصول لدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، لذلك لابد من إنهاء الانقسام والضغط على حركة حماس لقبول تنفيذ اتفاقات المصالحة وتخفيف المعاناة عن أبناء شعبنا. كيف تقيم رؤية ترامب تجاه القضية الفلسطينية؟ لم تتضح الرؤية الخاصة بالإدارة الأمريكية حول كيفية إنهاء الصراع حتى الآن، بل وضعت أمامها الرؤية العربية والموقف الإسرائيلي، وبانتظار ما ستعلن عنه الإدارة الأمريكية من توجهات، سواء بعقد لقاء يجمع القادة والبدء بعملية سلام جادة أو سيفرض اتفاقا على الجانبين، وهذا الأمر سابق لأوانه في الحديث؛ لأن الأمور لم تتضح ولم تعلن الإدارة الأمريكية عن خطتها لكيفية التوصل لإنهاء الصراع، مع أملنا بأن تكون الإدارة الأمريكية جادة في إنهاء الصراع ولا تخضع للضغوطات الإسرائيلية التي دائما ما توقف أي اتفاقات وتمنح الإسرائيليين القدرة على التهرب من الالتزامات المفروضة عليهم، مع التأكيد على أن الرؤية العربية هي أقصر الطرق لإنهاء الصراع بما يكفل للجميع الحق في العيش بسلام. وماذا عن إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذي يتزامن مع ذكرى النكبة؟ رسالة قوية في ذكرى النكبة؛ فإضراب الحرية والكرامة الذي يخوضه حاليا 1700 أسير فلسطيني في جميع السجون الصهيونية، الذي انطلق يوم 17 أبريل الماضي، بقيادة الأسير مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح؛ للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية للأسرى وبأبسط الحقوق التي يجب أن تتوافر لهم سجون الاحتلال، منها التواصل مع ذويهم، وتعديل جداول ومواعيد الزيارات، وتحسين العناية الطبية، وتجميد الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وإتاحة التعليم، ومجمل المطالب إنسانية وحياتية، يجب أن تكون متوافرة، إلا أن إدارة سجون الاحتلال تعمل دوما على تفريغ المطالب من محتواهم النضالي. واليوم، دخل الأسرى مرحلة الخطر نتيجة الإضراب، ما يتطلب تحركا دوليا على جميع الأصعدة، خاصة المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومعاملة الأسرى، خاصة الصليب الأحمر، والدول الموقعة على اتفاقيات جنيف الأربع، التي يجب عليها أن تفرض عقوبات وتتخذ إجراءات بحق الاحتلال، وأن تنفذ ما ورد في اتفاقية جنيف الثالثة بخصوص الأسرى، خاصة أنهم معتقلون لدى الكيان الذي يحتل الأراضي الفلسطينية. موضوعات متعلقة