زيارات عديدة شهدها الأسبوع الماضي، من رؤوس الإدارة المصرية ، بدءًا من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للكويت والبحرين، وصولًا إلى زيارة وزير الخارجية سامح شكري لغانا؛ لإجراء مباحثات وعقد اتفاقيات اقتصادية. جولة السيسي للخليج أجرى الرئيس السيسي عددًا من الزيارات الخليجية خلال الاسبوع الماضي، فبعد زيارة السعودية والإمارات، توجه إلى الكويت؛ لإجراء مباحثات تتعلق بسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح قوله إن "المباحثات تضمنت العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والعمل على تعزيزها في كافة الأصعدة، وتوسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي بين دولة الكويت ومصر، بما يخدم مصالحهما المشتركة". وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية للرئيس السيسي للكويت منذ توليه الرئاسة، ويري المتابعون أن للزيارة شقين أحدهما سياسي والآخر اقتصادي، حيث تتصدر الشأن السياسي الأزمات المشتعلة في المنطقة وبحث سبل إطفائها ومواجهة تحدي الإرهاب، ويتمثل الجانب الاقتصادي في التعاون الاقتصادي بين مصر والكويت والعمل على إعادة المستثمر الكويتي إلى الأراضي المصرية. ويقول المحلل السياسي الكويتي مبارك البغيلي إن مصر بحاجة إلى دعم أشقائها الخليجيين، والكويت تحديدًا، والتي لم تدخر جهدًا لدعم الاقتصاد المصري. واستقبل السيسي الأحد بمقر إقامته بالكويت أعضاء الجانب الكويتي في مجلس التعاون الاقتصادي المصري الكويتي المشترك، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين الكويتيين، وذلك لتذليل العقبات التي تواجههم، مؤكدًا أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، ورحب الوفد الكويتي خلال اللقاء بزيارة الرئيس، مؤكدين حرصهم على زيادة استثماراتهم في مصر، في ضوء ما يلمسونه من تغير جاد في جوانب كثيرة. وتستبق زيارة السيسي لعدة دول خليجية الزيارة التي سيجريها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمنطقة، وخاصة السعودية، حيث ستقام في الرياض القمة الإسلامية الأمريكية التي يشارك فيها عدد من الدول العربية ومن بينها مصر، لذلك تسعى مصر للتنسيق مع دول الخليج حول تلك الزيارة. في نفس السياق زار السيسي البحرين، والتقى بالملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والتشاور في مختلف ملفات المنطقة، وصولًا إلى التكامل بين الدولتين في مواجهة التحديات المشتركة. وتعد زيارة السيسي للبحرين هي رابع وآخر محطة في جولاته الخليجية خلال 15 يومًا، عقب زيارته للكويت، وزيارتيه السابقتين للسعودية في 23 إبريل، والإمارات في 3 مايو الجاري. وفي اعقاب زيارة السيسي للبحرين، يزور المملكة الأسبوع المقبل، وفد من البنوك ورجال الأعمال، ووزراء السياحة والتجارة والصناعة والإسكان، لتنشيط التبادل التجاري، ودفع التصدير، وتتزامن الزيارة مع مشاركة نحو 50 شركة مصرية في معرض بالبحرين للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، خلال الفترة من 15 إلى 18 مايو الجاري. زيارة شكري لغانا أجرى وزير الخارجية سامح شكري زيارة لغانا الأربعاء الماضي، ألتقى خلالها وزيرة خارجية غانا شيرلي بوتشويكما ورئيس مجلس النواب. وبحث شكري خلال الزيارة العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، معربًا عن تثمين مصر لمستوى العلاقات الثنائية الحالية مع غانا، والحرص على تطويرها لآفاق أرحب، بما يحقق تطلعات شعبي البلدين الشقيقين. وأضاف وزير الخارجية أنه في هذا الإطار يحمل رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره الغاني حول سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، كما تناول شكري جهود مصر لتبادل الخبرات وبناء القدرات الغانية من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية، حيث حصلت غانا على 145 منحة تدريبية من خلال الوكالة منذ عام 2015، بالإضافة إلى المنح السنوية المقدمة من الأزهر الشريف والجامعات المصرية الأخرى. واستهدفت الزيارة بحث التعاون في الملف الاقتصادي، حيث تقدر حجم الاستثمارات المصرية في غانا بمليار دولار أمريكي، ويحرص المستثمرون المصريون على زيادتها مستقبلًا؛ للاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار هناك، وأكد سامح شكري أهمية قيام الجانب الغاني بالتصديق على اتفاقية حماية ودعم الاستثمار الموقعة بين البلدين، والانتهاء من بحث اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين الجانبين، بما يسهم في زيادة الاستثمارات المصرية، كما شدد الوزير شكري على حرص مصر على زيادة مستوى التبادل التجاري بين البلدين من خلال استغلال الميزة التنافسية للسلع المصرية في السوق الغاني.