دفعت الدعوات الجماهيرية الواسعة في جنوب إفريقيا التي تطالب بتخلي الرئيس زوما عن الحكم أو التهديد بالإطاحة به، دفعته لمحاولة الحفاظ على نفوذه السياسي حتى وإن اضطرته الظروف للتخلي عن منصبه عن طريق تولي زوجته نكوسازانا دلاميني زوما رئاسة البلاد كخليفة له. قال موقع بلومبرج بلوتيكس، رغم أن زوما البالغ من العمر 75 عاما لم يسمّ خليفة للحكم، فإن تعليقاته على أن الحزب مستعد لتقبل قيادة امرأة له ينظر إليه على نطاق واسع على أنه دعم لزوجته دلاميني زوما لتحل محله في ديسمبر القادم، كزعيم للمؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، لتصبح رئيسة للبلاد في عام 2019، ولذلك فهي تحظى بحراسة وحدة الحماية الرئاسية على الرغم من أنها لا تملك أي منصب رسمي. وأوضح الموقع، أنه منذ عودة دلاميني زوما إلى جنوب إفريقيا الشهر الماضي بعد غياب دام 5 سنوات في إثيوبيا تولت خلالها رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، قامت دلاميني زوما بعدة جولات داخل المقاطعات الجنوب إفريقية وترأست اجتماعات الحزب الحاكم، وكررت الكنائس دعواتها لها لمناقشة كيفية التحول الجذري للاقتصاد، لإعطاء الأغلبية السوداء أكبر حق في إدراة اقتصاد البلاد، مما يوضح استعداد زوما لخوض الانتخابات القادمة بدعم صريح من حلفاء زوما الرئيسيين، بما في ذلك الدور النسائي للحزب وجناحه الشبابي، خاصة في مقاطعة كوازولو ناتال الشرقي. أضاف الموقع أن السياسيين بجنوب إفريقيا يرون أنه في حالة فوز دلاميني زوما ستكون خلفيتها بالتأكيد سياسة زوجها وستمشي على خطاها، هذا إذا لم يحكم جاكوب زوما، في واقع الأمر، من خلف الكواليس. وأكد الموقع أن فرصة دلاميني زوما قوية لقيادة البلاد، إلا أن فشلها في الحديث عن الفساد المتفشي في ظل إدارة زوما قد يشوه صورتها وحملتها، التي من الصعب فصلها عن كل ما أخطأ به زوما، كما أن رسائلها للشعب مشابهة جدا لتلك التي يقولها زوما، ما يعني أنها لن تأتي برؤية مختلفة. وأشار الموقع إلى أن أهم ما ينتظرة الشعب الجنوب إفريقي في المرشح الذي سيختارونه أن تكون له رؤية حقيقية في مواجهة الركود الاقتصادي الذي حدث في ظل قيادة زوما وكذلك ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ 13 عاما، رغم أن المحللين السياسيين يرون أن السبب الحقيقي الذي قد يطيح بدلاميني زوما ليس رؤيتها في مواجهة الركود فحسب بل غطرستها وافتقارها إلى الكاريزما وانتمائها للحزب الحاكم الذي أثبت فشلة وفقد الثقة لدى الشعب. وقالت صحيفة صنداى تايمز الصادرة عن جوهانسبرج، إن دلامينى زوما كانت طبيبة ووزيرة للصحة والشؤون الخارجية والشؤون الداخلية قبل انتخابها لمنصب الاتحاد الإفريقى، وهي طليقة جاكوب زوما منذ عام 1998، ولكن كونها أم أولاده الخمسة لم يفصلها عن كيان الأسرة أو الكيان السياسي للرئاسة كما يدعمها الآن لتصبح الرئيسة القادمة للبلاد، ووصل الأمر إلى تخصيص سيارات رسمية وحراسة لا تخصص إلا للرؤساء من أجلها، وعندما حاولت بعض وسائل الإعلام تقديم مساءلتها رفضت الرد على الأسئلة أو توضيح ما يحدث وسبب معاملتها معاملة رئيس دولة.