(1) في مفاجأة من العيار الثقيل، برأت محكمة جنايات القاهرة آية حجازي من كل التهم التي وجهت إليها، والتي كانت سببا في حبسها احتياطيا على ذمة القضية لثلاث سنوات، مثّل الحكم صدمة لي ولغيري، ليس بسبب الشعور بأن آية مجرمة فلتت من العقاب، ولكن لأن هذه البراءة ثمنها باهظ، فهي تسقط ورقة التوت الأخيرة التي كان يتحصن النظام خلفها، وبدت سوءته واضحة للعيان، الحكم قدم دليلا ناصعا على أن ماقدمته الشرطة المصرية من دلائل وقرائن تدين آية باطلة وواهية ومفبركة، وأن ما استندت عليه النيابة لتقديم آية للمحاكمة كان هباء منثورا.. دولة الأشلاء مازالت تحكم.. النظام المتعفن مازال يقدم المصريين قرابين للسلطة الغاشمة، وسيلتهم هي نفس الأدوات القديمة التلفيق والتدليس والدليل الحي بين أيدينا الآن "آية حجازي" التي أصبحت آية لكل مصري يريد أن يدرك الحقيقة المختفية تحت أكوام الأكاذيب التي تروجها آلة الإعلام التلفيقية. (3) آية حجازي شابة مصرية الأصل، عادت من أمريكا التي تحمل جنسيتها بعد ثورة يناير، ظنت كما ظننا أن بلدنا عادت إلينا، وحلمت كما حلمنا أن تصبح مصر بهية بجهد شعبها الطيب، ومن باب الأمل ببكره أسست جمعية بلادي مع زوجها ومتطوعين آخرين لرعاية أطفال الشوارع، وفجأة تم القبض عليها وعلى زوجها وآخرين والتهم كانت: تأسيس جماعة إجرامية لأغراض الإتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي لأطفال وهتك عرضهم واستخدامهم في التظاهر ضد النظام مقابل مبالغ مالية، وهي تهم تؤدي إلى حبل المشنقة أو على الأقل السجن المؤبد، لكن آية تختلف عن شقيقاتها المصريات في أن لديها مصباح علاء الدين: جنسيتها الأمريكية، فهي مثل الدولار.. كلاهما الأقوى بين الجنسيات والعملات في العالم. (3) رفض نظام السيسي الإفراج عن آية حجازي في فترة ولاية أوباما (تم القبض عليها في مايو 2014)، في سبتمبر من العام الماضي، استنكر أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية، ما وصفه بإصرار بعض الدوائر الرسمية الأمريكية على "الاستهانة بمبدأ سيادة القانون والتعامل معه بانتقائية لدرجة المطالبة الصريحة بالإفراج عن إحدى المتهمات في قضية جنائية لأنها تحمل الجنسية الأمريكية والمطالبة بإسقاط التهم الموجهة إليها"، فجأة بلعنا هذا الاستنكار والاستهجان.. وبرأت المحكمة آية ومن معها، وبعد أقل من 48 ساعة أقلتها طائرة حربية أمريكية ووصلت بها إلى قاعدة أندروز الجوية الموجودة على مشارف واشنطن، وبعدها بساعات، التقت ترامب في البيت الأبيض، حيث رحب بعودتها إلى وطنها.. هذه السرعة تؤكد أن الأمور كانت مدبرة ومرتبة بدقة وسرعة. هذه العودة تعد نصرا ونجاحا ينسب لإدارة ترامب، وهو يرفع من أسهم ترامب في الشارع الأمريكي.. أما الشارع المصري يولع بجاز ليس له أي أهمية جوه وبره. (4) براءة آية حجازي كانت عربون محبة قدمها السيسي لترامب؛ من أجل فتح صفحة جديدة "على ميه بيضا" مع إدارته. أثناء زيارة السيسي لواشنطن، أثار عدد من الصحف الأمريكية قضية آية حجازي وطلبها ترامب من السيسي كما ذكر بعض الكتاب الأمريكيين، كان يمكن للرئيس أن يصدر عفوا رئاسيا عن آية وجميع المتهمين في القضية طبقا لحقه المكفول في الدستور، ولكنه اختار أن يدمغ بالشك والعار أجهزة الداخلية والنيابة والقضاء، هل هذه سقطة غير مقصودة أم أنه أراد أن يؤكد استقلالية القضاء فقتل هذه الاستقلالية بطعنة واحدة نافذة دون أن يدري، وهذا عذر أقبح من الذنب.. (5) خبر براءة آية حجازي وسفرها معززة مكرمة بصحبة مسؤولة أمريكية رفيعة المستوى على متن طائرة عسكرية أمريكية واستقبال ترامب لها في البيت الأبيض كما يستقبل الرؤساء، واكبه خبر القبض على نائل حسن، الناشط السياسي وعضو حزب الدستور، وطبقا لما صرح به محاميه محمد رمضان للصحافة، فإن قوات الأمن بالإسكندرية ألقت القبض على نائل من منزله وتم عرضه على الأمن الوطني مساء الخميس الماضى، بتهمة الإساءة للسيسي على الإنترنت. وتم عرض نائل على النيابة في القضية رقم 3020 جنايات رمل أول، وتم توجيه عدة تهم له، من بينها الإساءة لشخص رئيس الجمهورية، والانضمام لجماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون، والاشتراك مع مجموعة لإثارة الرأي العام ومؤسسات الدولة وإسقاط النظام.. هل يمكن أن نصدق هذه التهم بعد ما حدث في قضية "آية"؟! (6 ) لو كان في قلبك شيء قوليه / الحزن هيفيدك بإيه / يا سكة مفروشة بأمل / مشوارنا حُطّوا العزم فيه / يا بلدنا سيبك م الدموع
قومي اقلعي توب الخضوع / ده الحق لسه بيتجلد مدد مدد .. مدد مدد.. شدى حيلك يا بلد المطلوب ليس فقط أن نخلع توب الخضوع ولكن أن نخلع كل "خنوع" يفرط في حبة رمل من تراب الوطن، وكل جاحد لطيبة الشعب المصري، وكل منافق عاهد ولم يوف بعهده.. بكره الوليد جاي من بعيد / راكب خيول فجره الجديد / يا بلدنا قومي واحضنيه ده معاه بشاير ألف عيد / قومي انطقي وسيبك بقا / من نومة جوا في شرنقة / ده النصر محتاج للجَلَد ومدد .. مدد .. مدد ..شدى حيلك يابلد [email protected]