ربما يعرف الكثيرن عن الفنان محمد نوح الذي رحل عن عالمنا قبل أيام إلا أغانيه الوطنية وأشهرها مدد مدد شدي حيلك يابلد وألحانه المتعددة التي تحمل طابع القوة والحماسة وتغليب الآداء الجماعي علي الغناء الفردي والتطريب. ولكن عشاق فن المسرح يشهدون لمحمد نوح برحلة فنية طويلة تركت علامات مضيئة في المسرح المصري بشكل عام والغنائي الإستعراضي بوجه خاص. ولقد بز عشق نوح لفن المسرح مبكرا فشارك في عروض المسرح المدرسي بدمنهور ثم المسرح الجامعي بالأسكندرية في أواخر فترة الخمسينيات ثم تولي تدريب فرقة دمنهور المسرحية وبعد أن أصابت مصر نكسة يونية1967 كان نوح من أوائل الفنانين الذين ذهبوا الي جبهة القتال بهدف الغناء ورفع الروح المعنوية للجنود في ثكناتهم واختار أن يقدم الأغاني الحماسية التي تقوي العزيمة وتستنهض الهمم من أشعار ابراهيم رضوان وسيد حجاب وزكي عمر وهو صاحب أغنية مدد مدد التي تقول بعض كلماتها بكرة الوليد جاي من بعيد راكب خيول فجره الجديد يابلدنا قومي واحضنيه ده معاه بشاير ألف عيد قومي انهضي وسيبك بقي.. م النومه جوه الشرنقة ده النصر محتاج للجلد مدد مدد ورغم ماحققه نوح من نجاح جماهيري ضخم كمطرب شاب له أسلوبه الخاص إلا أنه أصر علي مواصلة رسالته مع فن المسرح مطربا ولحنا ومنتجا ومخرجا في بعض الأحيان ومن أهم أعماله المشخصاتية علي مسرح الطليعة عام1971 وحلم ليلة صيف مع أحمد شفيق أبو عوف وكلام فارغ بالمسرح الحديث عام1974 وفيها يغني يابلدنا ياعجيبة فيكي حاجة محيراني نزرع القمح في سنين يطرح القرع في ثواني ثم قدم في العام التالي كلام فارغ جدا عن قصة نفس الكاتب الكبير الأستاذ أحمد رجب ثم أوكازيون لفرقة المسرح الكوميدي عام1977 وبدأ انتاج مسرح مسرح النهار الذي أسسه محمد نوح بمسرحية الحب في الصندوق عام1978 ثم قدم للقطاع الخاص مسرحية إنت المطلوب وتعاون مع الفنانة عفاف راضي وتقاسما بطولة مسرحية الشخص وقام بالتلحين له الأخوان رحباني عام1982 ثم أمضي أربع سنوات بالولايات المتحدة لعمل دراسات حرة في التأليف الموسيقي وعاد بعدها ليقدم موسيقي مسرحية إنقلاب التي كتبها صلاح جاهين وأخرجها جلال الشرقاوي بطولة نيللي وإيمان البحر درويش. كما قدم نوح مسرحيات بياعين الهوا بالمسرح الحديث عام1990 وسوق الحلاوة لفرقة النهار1993 وأنتج وأخرج في عام1992 مسرحية بعنوان سحلب وحاز علي عدة جوائز لأحسن موسيقي في أفلام اسكندرية كمان وكمان إخراج يوسف شاهين والمهاجر لنفس المخرج وفيلم مرسيدس والعجيب أنه لم يكرم كفنان مسرحي أعطي حياته وماله ووقته للفن الذي آمن به