بعد شقاء عدة شهور لزراعة محصول القمح، يواجه فلاحو 5 قرى بمركزي ملوي وديرمواس جنوب محافظة المنيا أزمة كبيرة تهدد محاصيلهم، وتجعلها على وشك الهلاك، بعد انقطاع حصتهم من مياه الري لمدة قاربت الأسبوعين، وإصابة بعض سنابل الأقماح بالتلف. حيث أكد أهالي قرى جلال الشرقية والمعصرة وقلندول وتل بني عمران وجزيرة التل، الذين تتعدى مساحة الأراضي الزراعية بزمامهم أربعة آلاف فدان على الأقل، أن مياه ترعة الساحلية القادمة من محافظة أسيوط، ومتفرع منها أهم الترع الأخرى تسمى ترعة المولى جفت، وأوشكت محاصيل أراضيهم على الهلاك، قبل أيام قليلة من بدء موسم الحصاد. يقول الشافعي أحمد، أحد الفلاحين المتضررين، إن ترعة الساحلية تعد عصب الحياة لري أراضي عشرات القرى والعزب شرق ملوي وديرمواس، وتبدأ من مركز ديروط بمحافظة أسيوط حتى قرية قلندول بمركز ملوي، وفوجئنا منذ عدة أشهر بعدم انتظام مناوبة المياه، التي من المقرر أن تأتينا10 أيام وتنقطع 5 أخرى، مشيرًا إلى أن الترعة الآن يوجد بها مياه قليلة للغاية لا تكفي لري ولو جزء بسيط من الأراضي، بينما لا يوجد بالترعة المتفرعة منها (ترعة المولى) قطرة ماء؛ ما أثار غضب عشرات الفلاحين، وجعلهم يتقدمون بعدة شكاوى دون حل. وأضاف الشافعي أنه تواصل مع محافظ المنيا اللواء عصام بديوي منذ عدة أيام، ووعده بالتنسيق مع المسؤولين بأسيوط؛ لسرعة حل المشكلة، ولكن لم تأتِهم المياه إطلاقًا منذ أسبوعين، ما يهدد شقاءهم طوال موسم الزراعة، وخاصة أنهم من المستأجرين البسطاء، ولن يقدروا على تحمل أي أعباء إضافية في حالة هلاك المحاصيل، في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة هذا العام التي أثقلت كاهلهم. وأنهى المزارع حديثه بأن أهالي قرية جلال الشرقية قدموا عرضًا لمسؤولي المحافظة بإنشاء محطة لرفع مياه نهر النيل والري بها، وقاموا بتوفير قطعة أرض خالية، وبالفعل تم اعتماد الخطة منذ 3 أعوام، إلا أنهم فوجئوا بتنفيذها في قرية الأشمونين غرب النيل بدلًا منهم، رغم أن قريتهم أقرب للنيل، بينما تقع الأخرى غرب مركز ملوي بعدة كيلو مترات. وكشف حسن حماد، فلاح بقرية المعصرة، أن ترعة الساحلية تتبع فنيًّا أسيوط وإداريًّا محافظة المنيا، مستنكرًا أن تنتظم المياه في أوقات لا يحتاجون فيها للمياه، بينما تتكرر الأزمة في الأيام الأخيرة لري المحاصيل، ما يتسبب في إصابة محاصيل بعض الأراضي البعيدة بالتلف وقلة الإنتاج، خاصة مع دخول موسم الصيف واحتياج المحاصيل في الأيام الأخيرة إلى المياه الكثيرة لزيادة حبيباتها. وأكد حماد أن محصول القمح يحتاج للري مرتين في آخر أسبوعين قبل حصاده، وفي حالة عدم وجود المياه يلجؤوون للري الارتوازى من خلال مواسير يقوم بعض الفلاحين بدقها على أعماق كبيرة تحت الأرض؛ لاستخدام المياه الجوفية، ولكن يتم محاسبتهم بالساعة، مما يكلفهم في الرية الواحدة أكثر من 300 جنيه، حيث يحتاجون أكثر من 25 ساعة. من جانبه ناشد المهندس حسني محمد، مالك أرض زراعية بقرية قلندول، النظر إلى أوضاع الفلاحين الحالية، وعدم السلبية تجاه أزمتهم الحالية، مشيرًا إلى أن غالبيتهم يعانون من ظروف قاسية، ولن يتحملوا المزيد من الصعاب، مشددًا على ضرورة وصول مياه الري لترعة المولى خلال يومين على الأكثر قبل فوات الأوان.