أعلنت حكومة حماس مؤخرا تشكيلها لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة، بعد تخلي حكومة الوفاق التي تم إنشاءها بالوفاق الوطني من الفصائل الفلسطينية قبل أعوام، لكن اللجنة الإدارية والتي كما صرح مسؤولون في حركة حماس، جاءت لتسهيل الخدمات المقدمة لقطاع غزة، إلا أنها أثارت غضب السلطة الفلسطينية في رام الله، التي اتخذت إجراءات ضد قطاع غزة في الشهر الأخير، من ضمنها خصومات في رواتب الموظفين التابعين لها في القطاع فقط، للضغط على حماس. مراشقات إعلامية كالعادة بين حركتي فتح وحماس بشأن ما طرأ حديثا، فحركة فتح صرحت على ألسنة أعضاء لجنتها المركزية، بأنها سترسل وفدا فتحاويا لقطاع غزة للتفاوض والتشاور مع حركة حماس حول المتغيرات الجديدة، فيما قال قياديو حماس أن الوفد مرحب به، ويمكنه الحضور وقتما شاء لأرضه ووطنه، حتى جاءت تصريحات أخيرة من حركة فتح، تتهم حماس بعدم تحديد موعد للقاء الوفد، وهكذا، يتم إعادة هذا السناريو منذ سنوات الانقسام. عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، قال إن فتح لم تتلق أي رد من حركة حماس بشأن تحديد موعد للقاء الوفد الفتحاوي، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك عُقد اجتماع بين وفد من اللجنة المركزية ووفد من حركة حماس في غزة، وقد أوصل وفد فتح رسالته لحماس، وينتظر الآن الرد من حماس إما عن طريق القنوات الرسمية، أو بطريقة مباشرة إذا قاموا بإبلاغ القيادي بفتح عزام الأحمد كونه المكلف بإدارة العلاقات الوطنية. وأضاف الشيخ، أن حماس منغمسة في الانقسام، حيث تقوم بالجباية من المواطنين في قطاع غزة، دون أن تحول هذه الأموال إلى خزينة السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الخزينة العامة للسلطة الفلسطينية تقوم بتحمل مصاريف جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، متهما حماس بأنها تريد تحويل السلطة إلى صراف آلي، مؤكدا أن هذا الخيار غير مرض للسلطة ولن تنساق لها. وأكد أن رسالة حركة فتح واضحة لحماس، حيث أنها تريد الدفع باتجاه مصالحة جدية وتمكين حكومة الوفاق من السيطرة على غزة والضفة بعيدا عن تدخل التنظيمات، وفي حال أرادت حماس أن تُبقى على اللجنة الإدارية التي أنشأتها فلتتسلم شؤون القطاع كاملا. القيادي بحماس محمود الزهار قال إن سياسية التضييق على قطاع غزة لن تنجح، معتبرا أزمة الكهرباء وخصومات الرواتب حقوق مكتسبة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وبشأن اللقاء بين حركة فتح وحماس، قال الزهار إنه بيننا وبينكم اتفاقيات سابقة، وقد تم تشكيل حكومة الوفاق بمشاركة الفصائل، مشيرا إلى أن الرئيس محمود عباس يطلب من حماس أمورا مستحيلة، حتى يبرر فشل حكومة الوفاق وبرنامجها السياسي، على حد تعبيره. وأضاف الزهار أن اللجنة الإدارية التي تم تشكيلها لم تكن بديلة عن حكومة الوفاق، بل حلقة وصل بين المجلس التشريعي والوزارات لتقديم خدمات أفضل للشعب الفلسطيني. وأكد أن اللجنة الإدارية التي تم تشكيلها تمت بموافقة الفصائل وحماس، مشيرا إلى أن حماس ستقوم بخطوات لحل الأزمات الراهنة التي يعاني منها القطاع، مبينا أنها ستتحرك نحو العالم الإسلامي لتطلب مساعدته للشعب وللمقاومة.