قال موقع أوول أفريكا: لم يزر جامبيا الكثير من الجامبيين المهاجرين خارج البلاد تحت حكم الرئيس السابق يحيى جامع، لصعوبة الإجراءات، بل وخوفًا من الاعتقال وعدم العودة. ففي فترة محاولة الانقلاب على جامع كان يتم استجواب الوافدين لجامبيا لأكثر من ساعتين من قبل أجهزة الأمن، ثم لا يسمح لهم بالدخول، ويعودون من حيث أتوا عن طريق السنغال من على الحدود. وتابع الموقع: خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام الماضي، أيضًا لم يسمح للوافدين بالدخول إلى البلاد، وعلى متن الطائرات كان هناك مئات من الجامبيين الذين أجبروا على المنفى. جاء بعضهم من الولاياتالمتحدة، والبعض الآخر من السويد وألمانيا والمملكة المتحدة. وهم الآن يعودون إلى ديارهم، مليئين بالأمل والإثارة، بعد أن ذهب جامع للأبد، وعادت الديمقراطية، من خلال تقديم الرئيس الجديد وحكومته وعدًا واحدًا: هو التغيير. وأضاف الموقع أن التغيير الأساسي الوحيد في جامبيا هو الحرية. حرية التعبير عن الذات وحرية انتقاد الحكومة وحرية العودة إلى بلدهم. إن أولئك الذين عانوا من فقدان الحرية، وألقوا في المنفى أو الهجرة القسرية، هم الذين يفهمون القيمة الحقيقية للحرية. ولم يكن هذا واضحًا على الإطلاق من هذه الانتخابات البرلمانية، حيث كان 239 مرشحًا يتنافسون على 53 مقعدًا فقط. ولا يرغب الجامبيون فقط في المشاركة في العملية الديمقراطية، بل يريدون أن يكونوا صانعي القرار في بلدهم. وأكد الموقع أن هذا هو الشعب الذي أطاح سلميًّا بالحاكم الذي جلس على السلطة لمدة 22 عامًا، من خلال ما وصفه البعض بأنه ثورة، لم يتم فيها إطلاق رصاصة واحدة، ولم يصب بها أحد أو يجرح، واستولى الجامبيون سلميًّا على مصير بلادهم، عن طريق انتخابات برلمانية أثبتت أن الجامبيين لديهم فرصة لاتخاذ قراراتهم بشأن القضايا التي تهمهم. وهناك الكثير من هذه الاحتياجات الأساسية التي تحتاج الى قرارات الشعب الجامبي، كالحصول على الكهرباء أو التعليم المجاني، والمزيد من الأطباء في القرى، والمساعدة على إعادة تشغيل صناعة السياحة التي تكتسب أهمية بالغة بالنسبة لاقتصاد جامبيا. وأشار الموقع إلى أنه بعد هذا التغيير المهم الذي قام به الشعب الجامبي، أصبح لديهم الجرأة للدفاع عن حقوقهم، وكان أول هذه الحقوق اعتراضهم على تخصيص 80 في المائة من الميزانية الوطنية مباشرة لمكتب الرئاسة، وقالوا: يجب أن يتوقف ذلك. حيث أصبح هناك شعور بالملكية لدى الشعب الجامبي وخوف على مستقبل البلاد من الجامبيين أنفسهم بشكل غير مسبوق. ولكن المشكلة الحالية في جامبيا أن من يدعمون حزب جامع السياسي ما زالوا يحاولون العودة بالبلاد إلى الوراء، خاصة وأن جامبيا تتكون من عدة مجموعات إثنية، ولكن جامع أثار عدم الثقة فيما بينهم كوسيلة لكسب السلطة السياسية. وقد دعم جامع منذ فترة طويلة الأقلية العرقية في دجولا، ويؤيد أنصار حزب المؤتمر التقدمي الديمقراطي الحكومة لدعم المجموعة الرئيسية الأخرى، وهي ماندينكا. أما تحالف الأحزاب السياسية التي توحدت للتخلص من جامع تنكر إثارة الانقسامات العرقية. ورغم ذلك فإن التحالف الآن مقسم، يقدم كل منهم مرشحه الخاص، كل هذا سيجعل من البرلمان ليس مجرد صورة شكلية، بل منتدى ستناقش فيه كل الأفكار. وقال الموقع: رغم أن جامبيا قد تكون بلدًا صغيرًا نسبيًّا، إلا أنها قصة ملهمة بالنسبة لجميع الدول الإفريقية، حيث أتى التغيير بسرعة إلى هذه الدولة الصغيرة الواقعة غرب إفريقيا، فبعد معاناة الوافدين الجامبيين إلى بلادهم، أصبحت الآن طلبات تأشيراتهم تقابل بابتسامة، والدخول سهلًا، تحت شعار "مرحبًا بكم في جامبيا".