يبدو أن المناخ السياسي تغير في منطقة غرب إفريقيا، وامتثال الرئيس الجامبي، يحيى جامع، لنتائج الانتخابات ورحيله عن الحكم، أبلغ دليل، خاصة أنه يعتبر الزعيم الإفريقي الذي ظل في الرئاسة فترة طويلة جدا بلغت 22عاما، لكن عندما رفض المغادرة، اجتمعت دول غرب إفريقيا لإجباره على تنفيذ إرادة الشعب، ما يعد دليلا على تحول المنطقة من نادي للطغاة إلى نصير للديمقراطية. وكانت منطقة غرب إفريقيا تحظى بسمعة سيئة، صدرتها العديد من دولها في الاستبداد والانقلابات العسكرية ورفض الديمقراطية، مثل مالي وبوركينا فاسو وغيرهما من الدول التي ضربت رقما قياسيا في الانقلابات العسكرية وخرق الديمقراطية، واليوم تمر غرب إفريقيا بفترة من التحول نحو الديمقراطية. قال موقع أوول أفريكا: "رغم أن الصورة المعلنة توضح أن جامبيا تسير على طريق الديمقراطية، لكن الحقيقة أن جامع اضطر للخروج بعد الضغط الإقليمي من قادة إيكواس، الذين حاولوا التحدث إليه بعد خسارته في انتخابات ديسمبر الماضي ورفضه التنحي، ورغم أن قادة غرب إفريقيا ضربوا مثالا على الديمقراطية أمام العالم، على رأسهم إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا، السيدة الوحيدة التي انضمت إلى نادي القادة الأفارقة". وأضاف الموقع: "لكن الواقع مازال يشوش على ما يحاول قادة غرب إفريقيا تصديره عن الديمقراطية، خاصة في الانتخابات التي يحاول من خلالها شعوب المنطقة تغيير النظام، وتوضح أن جزءا كبيرا من قادة المنطقة سيئ السمعة، وأن الأنظمة تحاول التمسك بمنصبها من خلال تغيير الدساتير أو عن طريق الانقلابات العسكرية". وتابع "أوول أفريكا": "في فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، كانت منطقة غرب إفريقيا معروفة بعدم الاستقرار السياسي، وكان مستوى فرص التداول السلمي للسلطة صفر، لكن يبدو أنه تغيير تدريجيا يحدث اليوم؛ بتغير الشخصيات، بل وتغير توجهاتهم؛ فمعارضوا الأمس يقمعون معارضي اليوم مثل يحيى جامع، الذي ظهر كشخصية معارضة حتى وصل للسلطة، أيضا عبد الله واد، الذي كان زعيما للمعارضة في السنغال ويدافع عن الديمقراطية والحقوق، حتى أصبح رئيسا للبلاد في عام 2000، فامتلكه حب السلطة، وبات واحدا ممن حاولوا تمديد فترتهم الرئاسية، لكنه خسر أمام ماكي سال في انتخابات عام 2012". وأوضح الموقع أن فوز محمد بخاري في الانتخابات الرئاسية النيجيرية على جودلاك جوناثان عام 2015 وتسليم السلطة بشكل سلمي سلس، كان أكبر انتصار للديمقراطية في غرب إفريقيا، التي أصبحت مثالا للمنطقة، وظلت الصحف العالمية تتحدث عن الديمقراطية في غرب القارة السمراء. واختتم "أوول أفريكا" بأن المثال النيجيري كان مشجعا لدول إفريقية أخرى، مثل الرئيس الغاني، جون ماهاما، الذي اتصل بنانو اكوفو ادو، بعد فوزه عليه في الانتخابات الرئاسية، وهنأه على الفوز، ولحقهم رئيس السنغال في الاعتراف بالديمقراطية، لكن موقف جامع أحرج قادة غرب إفريقيا بموقفه الذي استطاع خداع العديد من زملائه من القادة الفارقة بأنه لا يريد السلطة وأنه يدعم الديمقراطية وأن مستقبل غرب إفريقيا الديمقراطي مهمة الجميع.