وسط قرية "مسجد وصيف"، إحدى قرى مركز زفتى التابع لمحافظة الغربية يوجد قصر السيدة صفية زغلول، محل إقامة زعيم الأمة سعد زغلول، والذي تحول إلى مأوى للكلاب الضالة ومقلب كبير للقمامة، وسط تجاهل كافة المسؤولين لقيمة هذا المكان التاريخية، الذي كان يطلق عليه "بيت الأمة". القصر الذي كان يمثل نبض الأمة مغلق اليوم "بالضبة والمفتاح"، وتحول إلى حظيرة للمواشي وعشش لطيور الأهالي. الدكتورة سلوى الغنام، أستاذ الآثار بكلية الآداب بجامعة طنطا، أكدت أن 75 % من المنازل والقصور الأثرية دمرت تمامًا؛ بسبب الإهمال، وقصر صفية زغلول خير شاهد، فهو مهمل للغاية، وتعرض للسرقة والنهب، بل إن هناك محاولات من بعض الخارجين على القانون للاستيلاء عليه وتحويله إلى أبراج سكنية؛ لعدم وجود حماية أمنية كافية له؛ مما يؤكد أن إهمال القصور الأثرية، خاصة بمحافظة الغربية، مستمر، ولا تجد مديرية الثقافة والمحافظة حلولًا لوقف هدم وتخريب تلك القصور، مناشدة كل مسؤول معني بهذا الأمر، بداية بمحافظ الغربية اللواء أحمد ضيف صقر، ومرورًا بهيئة الآثار، وانتهاء برئيس مجلس مدينة زفتى، سرعة إنقاذ ما يمكن إنقاذه والحفاظ على هذا الأثر من الضياع. وأشار الدكتور محمد البيومي، أستاذ مساعد بقسم الآثار، إلى أن القصر يظهر عليه الإهمال بشكل واضح على جدرانه، حيث لم يقم أحد بترميمه أو الاهتمام به منذ إنشائه، وداخله انتشرت الكلاب الضالة، وحوله وداخله تلال القمامة التي يلقيها سكان، كما توجد كلمات مكتوبة على الجدران الأثرية، تفيد بأن القصر والأرض معروضان للبيع، رغم أنه مصنف من آثار المنطقة، مشيرًا إلى أن تاريخ بناء القصر يرجع لعام 1904، وتلك السنوات الطويلة لم تشفع له للاحتماء في مظلته التاريخية، ولكنه ترك لعوامل الزمن والإهمال، التي طالت جميع جوانب القصر، فبعض غرفه تعرضت للسقوط؛ بسبب الأمطار والإهمال. من جانبه قال اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، إنه قام بمخاطبة وزارة الآثار؛ من أجل تطوير وإنقاذ قصر السيدة صفية زغلول وتحويله إلى متحف أو مزار سياحي، وأكد أنه قام بزيارة المنطقة؛ للاهتمام بها وتطويرها؛ مما يساهم في تنشيط السياحة الداخلية بالمحافظة. جدير بالذكر أن القصر كان مقر اللقاءات السرية بين الزعيم سعد زغلول ورفاقه؛ للتحدث فيما ينبغي عمله بشأن مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918، كما تشكل فيه الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين. كما شهد اختباء يوسف الجندي، الذي أعلن جمهورية زفتى جمهورية المستقلة، ورفع علم الاستقلال فوق مبانيها الحكومية إبان ثورة 19. ولما حاصرت الفرقة الأسترالية التابعة للإنجليز المدينة حصارًا محكمًا، لجأ إلى القصر، فاستقبلته صفية هانم زغلول، وخبأته بداخله.