تعد بوتسوانا الضيف الرسمي المشارك في المعرض التجاري في ألمانيا، وتستعرض برلينبوتسوانا كدولة وجدت السلام واستطاعت إنشاء نموذج للديمقراطية والازدهار الذي فشلت دول عديدة في القارة أن تحققه. وقال موقع دويتش فيله: يعتبر يوم 30 ديسمبر يوم احتفال للشعب البوتسواني، حيث يشير إلى اليوم الذي أعلن فيه استقلال بوتسوانا عن بريطانيا العظمى في عام 1966، وخلافًا لدول إفريقية أخرى كان استقلالها سلميًّا، ولم يكن هناك حرب أهلية مندلعة بعد الاستقلال ولا سفك للدماء، وقد ظل هذا الجو السلمي حتى اليوم. وتابع الموقع أن أهم ما جعل بوتسوانا تصل إلى هذا الحد من الديمقراطية والسلام أنها منذ البداية كان لديها انتخابات حرة ونزيهة في ظل نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب، ولم تضطر أحزاب المعارضة إلى الاختفاء أو الخوف، ولم تكبل أصوات المعارضين في يوم من الأيام، كما أن النظام القانوني المستقل في البلاد أعطى الحرية للقضاة أن ينطقوا بأحكام نزيهة ضد الحكومة في قضايا حساسة، وقبلت الحكومة ذلك. وأضاف الموقع: احتلت بوتسوانا لعدة سنوات الدولة الخامسة في العالم في مؤشر مكافحة الفساد لمنظمة الشفافية الدولية، وحاليًّا تحتل المرتبة ال35، مما يجعلها أعلى دولة إفريقية وضعت في مؤشر مكافحة الفساد. وذكر الموقع أن الفرق بين بوتسوانا ودول القارة الكبرى الأخرى أن تلك الدول، بما تحتوي عليه من مواد خام وثروة، في الغالب تولد صراعات وفساد. أما في بوتسوانا فكان احتواء أراضيها على المواد الخام له تأثير إيجابي، وعلى سبيل المثال قامت بوتسوانا بوضع الإيرادات الآتية من إنتاج الماس في تحسين الخدمات الصحية وتنويع الاقتصاد. وأشار الموقع إلى أنه في عام 2008 تم منح الرئيس السابق فيستوس موجاي جائزة إبراهيم المرموقة من أجل الحكم الرشيد، وهي جائزة لا تعطى إلا لرؤساء الدول الإفريقية والحكومة التي تسلم السلطة لخليفتها بشكل ديمقراطي، وهذا شرف نادر استحقته بوتسوانا في وقت لا يزال العديد من الرؤساء الأفارقة يسعون إلى البقاء في السلطة لفترة أطول، ويحاولون تغيير دساتيرهم؛ حتى تتماشى مع تطلعاتهم للبقاء في الحكم. وقال موقع أوول أفريكا: عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية، نجد بوتسوانا تتعارض مع الاتجاه الإفريقي، وهو الأمر الذي صرح به النقاد. حيث في عام 2013 دعا الرئيس البوتسواني إيان خاما لإعادة الانتخابات المثيرة للجدل في زيمبابوي، مما أثار استياء الرئيس روبرت موجابي الذي تخطى التسعين من عمره، وما زال يحارب من أجل البقاء في السلطة التي تولاها منذ أكثر من 30 عامًا، كما نبه أيضًا الرئيس إيان خاما رئيس بوروندي بيير نكورونزيزا بخطأ ما فعله عندما قرر الترشح لولاية ثالثة في عام 2015، كوضع مخالف للدستور، وكانت جنوب إفريقيا أيضًا هدفًا للانتقادات من بوتسوانا عندما سمحت للرئيس السوداني عمر البشير بالعودة إلى الوطن بعد زيارتها، على الرغم من أن المحكمة الجنائية الدولية (ICC) في لاهاي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه. وتابع الموقع: رغم ذلك إلا أن بتسوانا ليست دولة مثالية؛ لذا تعمل في مجال تحسين نفسها، خاصة وأنه في الفترة الأخيرة تعمل أحزاب المعارضة بحرية نسبية، بعد تصريحاتهم بأن لجنة الانتخابات قريبة جدًّا من الحكومة. وأن الحماية للصحافة غير كافية، كما قالوا نحن بحاجة إلى تشريع يضمن حرية المعلومات، في لحظة غالبًا ما يكون من الصعب على الصحفيين الحصول على المعلومات التي في يد الحكومة، وتمنع الإفصاح عنها. وفي عام 2014 زاد انتقاد الرئيس خاما، أي قبل الانتخابات بعام، وكانت هناك تقارير تفيد بأن الحكومة قامت بهجمات على الناشطين. ورغم ديمقراطية بوتسوانا، إلا أن المحللين السياسيين يعتقدون أن الصورة الإيجابية لبوتسوانا عانت تحت خاما وأسلوبه الاستبدادي في الحكم.