منذ تولي سامح شكري، وزارة الخارجية، في يونيو من عام 2014، وهناك انتقادات واضحة للوزير من جهات عديدة، بسبب مواقفه المتذبذبة أحيانا، والتي تفتقد بعض اللياقة الدبلوماسية في أحيان أخرى. شكري، الذي وصفه عدد كبير من المحللين الدبلوماسيين أنه خير نتاج لهذه المرحلة السياسية التي تعيشها مصر، بدأ أول مواقفه بنسف توجهات مصر الدبلوماسية وسياستها الخارجية، خاصة المتعلقة بريادتها التاريخية للوطن العربي ووجودها ككفة ميزان ضمن الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط. وقال شكري، في لقاء مع أعضاء البرلمان عام 2015 "إن مصر ليست دولة ريادة ولا تطمح للريادة وليس من مصلحتها أن تكون رائدة بل هي تسعى للشراكة فقط"، هذه العبارة أسهمت في تحجيم دور مصر الإقليمي، وهو ما ظهر جليا في تبني السعودية والإمارات مواقف قيادية لإدارة صراعات في الشرق الأوسط كحرب اليمن مثلا، بينما كانت مصر الدبلوماسية آخر من يعلم تفاصيل وتحركات هذه الحرب. هناك محوران اعتمد عليهما شكري، فور توليه وزارة الخارجية، أولها أن يُطهر الوزارة من العناصر التابعة للإخوان الذين تم تمكينهم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي قبل الإطاحة به، والنقطة الأخرى هي الإطاحة بمن تخلوا، من وجهة نظره، عن الدفاع عن مصر خارجيًا في معركتها مع الغرب كما ينبغى بعد ثورة 30 يونيو. هاتان النقطتان دفعتاه لاتخاذ مواقف حادة من مساعد وزير الخارجية الأسبق عبد الله الأشعل، الذي اتهمه شكري بأنه إخواني، وكان مكتب الأشعل، قد تواصل، عبر رسائل "واتس اب"، مع مكتب شكري لتقديم دراسة تخص جزيرتي تيران وصنافير، فكان رد شكري: "هل تقصد الأشعل الذي تنازل لصالح مرسي في الانتخابات؟". خناقة مع الأشعل هذا الموقف جعل الأشعل ينشر ما دار عبر صفحته على الفيس بوك، قائلا: "كنت أتوقع أن يبادر وزير الخارجية الأستاذ سامح شكري، بالاتصال بي، ونحن زملاء منذ التحاقه بالوزارة عام 1975، وكان والده زميلا أكبر لنا من قبله، لكي يناقش معي هذه الدراسة أو يطلبها، ولكني فوجئت بسيادته يدخل في مهاترات شخصية مع مكتبي على الواتس اب، ولما كان ذلك دليلا على الإفلاس أن تترك الرسالة وتنهش بغير حق ولا كتاب مبين في الراسل، فقد أرسلت له رسالة بنفسي فلم يطق الحوار، فمنع دخولي على صفحته. كان يجب على الوزير أن يكون لبقا وألا يتورط مع مقاتل مثلي". وفي ظل تولي شكري، برزت قضية تيران وصنافير، التي كان موقف الخارجية فيها غير مفهوم، حيث اهتمت وزارة الخارجية بشتى الطرق أن تُثبت للرأي العام أن الجزيرتين يتبعان المملكة العربية السعودية، بينما قالت محكمة القضاء الإداري في حكم بات أن تيران وصنافير مصريتان. بكاء على بيريز كانت أبرز السقطات التي وقع فيها وزير الخارجية سامح شكري، زيارته لإسرائيل مرتين في أقل من 5 أشهر، ولقاءاته المتكررة غير الرسمية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، والتي كان من ضمنها مشاهدته مباراة لكرة القدم معه، مما دفع البعض للقول بأن العلاقة تخطت مرحلة الدبلوماسية ووصلت للحميمة. فضلا عن ذلك، شارك شكري، في جنازة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، الذي أشرف على مذبحة قانا في لبنان عام 1996، وظهر شكري، في الجنازة التي أقيمت في تلك أبيب، متأثرا حزنا على بيريز. في 12 ديسمبر عام 2015، وبينما كان شكري يُلقي كلمته في البيان الختامي للاجتماع السداسي بخصوص سد النهضة الإثيوبي بالعاصمة السودانية الخرطوم، قام بالإطاحة بميكروفون قناة الجزيرة من على المنصة إلى أسفل طاولة الاجتماعات ما أدى إلى تحطمه، قائلا "شيلوا الميكروفون ده من قدامي". وفي واقعة مثيرة أخرى تُثبت أن وزير الخارجية ينقصه بعض الذكاء الدبلوماسي، حسب وصف خبراء، فإنه بعد حادثة مقتل السياح المكسيكيين بطريق الخطأ أوائل 2015 مما تسبب في نشوب أزمة دولية بين مصر والمكسيك، قال بعد نهاية كلمته في المؤتمر الصحفي مع وزيرة خارجية المكسيك عبارة end of text"الكلام خلص"، مما أثار علامات استهجان على وجه الوزيرة المكسيكية، وقوبل بسيل من التعليقات الساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي. تصريحات شكري المضطربة بعد مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، كادت أن تقضي على العلاقات بين مصر وإيطاليا. وكان وزير خارجية إيطاليا باولو جينتلوني، قد صرح لوسائل إعلام أجنبية، بشأن قضية مقتل ريجيني، بأن البحث عن الحقيقة لم يكن له أجوبة شافية لدى الحكومة المصرية، وأن مرور الوقت لن يقلل من اهتمام إيطاليا بالقضية، وأن التعاون مع الدبلوماسية المصرية لم يكن كافيا، فجاء تعليق شكري ردا على نظيره الإيطالي قائلا: يقلقني ما تحمله هذه التصريحات من نبرة لا تعكس إدراك المصالح المشتركة للدولتين أو مقدار التعاون الذي أبداه الجانب المصري تجاه الحادث منذ البداية بقدر ما هي تعبير عن مصالح طرف واحد.