كشف تقريران صهيونيان صدرا أمس الثلاثاء، أن جيش الاحتلال لم يكن جاهزا لأنفاق حماس في غزة، وأن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يبلغ مجلس الأمن بالتطورات. ووفقًا للتقريرين، أنه حتى عام 2014، كان الجيش الصهيوني يعلم بأمر أنفاق حماس، وكان الجيش المصري يعمل منذ أشهر على هدم أنفاق التهريب التي توصل بين شبه جزيرة سيناءوغزة، وقد تم تباحث المسألة في وسائل الإعلام ومن قبل سياسيين بشكل علني، وانتقد مراقب الدولة، يوسف شابيرا، القيادة السياسية والجيش لفشلهم بالتجهيز بشكل ملائم لتهديد الأنفاق قبل حرب عام 2014 مع حماس في قطاع غزة. ويتطرق أحد التقارير إلى مستوى عمل الحكومة وجيش الاحتلال خلال الحرب، وفترة ما قبل الحرب عامة، مع تركيز خاص على أنفاق حماس وعدم جاهزية الكيان الصهيوني للتعامل معها، بينما يتطرق التقرير الثاني، إلى تهديد الأنفاق، ولكن يخوض بتفاصيل أوسع. وكشف التقريران وهما بإجمالي 176 صفحة، عن فجوات كبيرة في الاستخبارات العسكرية الصهيونية قبل حرب غزة، بالإضافة إلى انعدام خطة عملية واضحة لتدمير الأنفاق، ما يمكن أن يكون قد أدى، بحسب التقرير، إلى مقتل جنود صهاينة خلال الحرب التي استمرت 50 يوما. وورد في التقرير أن جيش الاحتلال لم يحدد إجراءات واضحة لطريقة اكتشاف وتدمير هذه الأنفاق في وقت الحرب؛ بل تم إنشاء إجراء بذات اللحظة، خلال عملية الجرف الصامد، ووجد التقرير أن محاولات الجيش المرتجلة لتدمير الانفاق كانت "إشكالية"، فبالرغم من معارضة وزير الدفاع السابق الأولى، والعلم التام بأن الإجراء لن يكون ناجحا تماما، بدأ الجيش بتنفيذ غارات ضد فوهات الأنفاق في غزة في 7 يوليو 2014. وذكر التقرير أيضًا أنه لا زال لدى حماس 15 نفقا على الأقل تصل إلى العمق الإسرائيلي ويعتقد أنها عادت إلى قدراتها العسكرية قبل عملية الجرف الصامد، وملأت مخازنها بصواريخ، قذائف هاون وأسلحة صغيرة من صنع محلي ومستوردة من الخارج، وهو الأمر الذي أكدته القناة الثانية الإسرائيلية في تقرير لها بثته الأحد الماضي، بأن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، شيدت على الأقل 15 نفقا تمتد داخل "الكيان الصهيوني"، في تقرير تحت عنوان "حماس تمتلك مدينة أنفاق تمتد من غزة إلى داخل إسرائيل". توترات بين نتنياهو ويعالون وشابيرا تركزت انتقادات مراقب الدولة على مكتب رئيس حكومة الاحتلال بسبب عدم إبلاغه أعضاء مجلس الأمن بمدى خطورة تهديد الأنفاق، واتهم التقرير كلًا من نتنياهو ووزير الدفاع السابق موشيه يعالون، بتعريض الإسرائيليين من سكان المناطق المحيطة بقطاع غزة للخطر بسبب وقف تمويل طواقم الأمن المحلية، وسحب الجنود الذين كانوا يحرسون مداخل البلدات في العام ونصف عام قبل الحرب. كلام شابيرا نفاه نتنياهو، قائلا أنه تم عرض مسألة بنية حماس التحت أرضية كتهديد استراتيجي أمام المجلس الأمني، وردًا على النسخة الأولية للتقرير، قدم مكتب نتنياهو ثمانية تواريخ، ابتداء من نوفمبر 2013، تم التطرق فيها إلى مسألة الأنفاق أمام المجلس، لكن رأى شابيرا أن هذه المباحثات كانت سطحية وروتينية ولا تعرض كامل خطورة تهديد الأنفاق. وبالنسبة ليعالون كان له نصيب من تضليل الرأي العسكري الصهيوني، ففي 1 يوليو 2014، قال وزير الدفاع السابق للمجلس الأمني، إنه يعتقد أن حماس لن تستخدم الأنفاق بشكل واسع وإنها سوف تحتفظ بالأنفاق لوقت مناسب أكثر للهجوم، ولكن بعد انطلاق العملية، قامت حماس فعلا باستخدام أنفاقها العابرة للحدود أربع مرات. لا حلول صهيونية للأنفاق يوضح مراقبون أن التقرير لم يتطرق إلى نقطة جوهرية وهي عدم جهوزية الحكومة الصهيونية لاستراتيجية عامة للتعامل مع قطاع غزة، فحركة حماس الحاكمة في القطاع معادية للكيان الصهيوني، وتل أبيب تعلم بالأزمة الإنسانية الوشيكة في القطاع، لكن لم تقم الحكومة بتجهيز حل شامل للمشكلة حينها؛ ولم تفعل ذلك خلال السنوات التي تلت الحرب. في المقابل، تم عرض أفكار خارج نطاق التقارير لاستخدام القوة المفرطة ضد ما يتعلق بأنفاق غزة، حيث قالت عضو الكنيست من (المعسكر الصهيوني) تسيبي ليفني، التي كانت تشغل منصب وزيرة العدل خلال حرب عام 2014 "لسنا بحاجة للتوصل إلى اتفاق مع حماس، ولكن علينا تجنيد العالم ضد حماس كي يكون لدى إسرائيل الشرعية بالتصرف ضد الأنفاق في أي عملية مستقبلية"، وهو الأمر الذي يكشف عدم قدرة الكيان على الحد من انتشار هذه الانفاق. وتكمن خطورة التقرير وأهميته أنه يتزامن مع تقرير للقناة العبرية العاشرة، صدر يوم الجمعة الماضي، قالت فيه إن حركة حماس اقتربت من نهاية ترميم أنفاقها التي فقدتها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف 2014، وحسب القناة، فإن الحركة قريبة من استعادة أنفاقها كما كانت عليه قبل العملية العسكرية الأخيرة في القطاع، مشيرةً إلى أن ذلك بات يقلق الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي أكدت أن حماس أعادت أيضا بناء قدراتها الصاروخية وحسنت منها، الأمر الذي قد يربك الساحة الصهيونية قبل العسكرية في ظل العدوان الصهيوني الذي بدأ قبل أيام على قطاع غزة، ما قد ينذر بتصعيد حد المواجهة بين أصحاب الأرض والمحتلين في أي وقت، خاصة مع وصول جناح الصقور في حركة حماس إلى المناصب السياسية مؤخرًا.