تحول مقلب القمامة الذى أقيم بقرية الطرانة بمركز حوش عيسى إلى صداع دائم لسكان المنطقة ومسؤولي وزارة البيئة، بعد أن صارت الحرائق لا تتوقف به، فلا يمر أسبوع إلا وتشتعل النيران في المقلب، الذي يقع على مساحة 7 أفدنة، وتتجمع به قمامة معظم مدن المحافظة، كخطوة أولى لنقلها إلى مصانع التدوير. وبين صرخات الأهالي، واستمرار إلقاء القمامة، يقف مسؤولو الإدارة المحلية موقف المتفرج، مكتفين بإخماد الحرائق من حين لآخر، ويبقى دائمًا المواطن من يدفع الثمن من صحته وربما حياته. يقول علاء محمد الشحات، عامل من قرية حرارة المجاورة للمقلب: حياتنا الصحية مهددة بسبب إشعال النيران في مقلب القمامة، خاصة في الليل، ووصول الدخان إلى مسافات بعيدة، حتى إنه يغطي سماء قريتنا؛ مما يسبب اختناقًا لنا، دون أدنى مسئؤولية من الأجهزة المختصة. وطالب بحل عاجل للمقلب وإطفاء النيران المشتعلة ليلًا ونهارًا، وتنبعث منه روائح كريهة وأدخنة، حولت حياة الأهالي إلى جحيم. واتهم الشحات المسؤولين بالإهمال وتعريض حياة الأهالي للخطر، بعدما تعرض أطفالهم لنوبة حساسية؛ جراء اشتعال النيران في أكوام القمامة، وطالبوا بوقف نقل القمامة للمقلب، ونقله لمكان آخر. ومن جانبه أكد المهندس سعد زامل، مدير عام فرع البحيرة، أنه تتم متابعة وضع المقلب يوميًّا؛ للتأكد من استقرار الوضع به وعدم تجدد اشتعال النيران كل حين، وأضاف أن فرع البحيرة يتابع جهود الإطفاء التي تعتمد على تسوية الأجزاء المشتعلة من المقلب وهرسها، مؤكدًا أنه تم استدعاء رجال الحماية المدنية للمساعدة فى عملية الإطفاء، خاصة الجزء القريب من مصنع التدوير؛ حفاظًا على سلامته، وأشار إلى ضرورة فصل القمامة المجاورة للمصنع عن القمامة الخاصة بالمقلب كإجراء احترازي. وقال كامل غطاس، رئيس مركز حوش عيسى، إن المحافظة يوجد بها مصنع كبير لتدوير القمامة، أنشئ بتكلفة 4 ملايين جنيه، ويتسوعب كميات كبيرة جدًّا، وما لا يصلح من قمامة لدخول المصنع، يتم وضعه فى المفلب المجاور، مؤكدًا على الجهود المستمرة لاحتواء مشكلات المقلب الصحية والبيئية لحظة بلحظة. بينما قال الدكتور خالد رحومة، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة بدمنهور، إنه من الضروري التوجه لنظم فرز المخلفات من المنبع، وتعميم فكرة قصل القمامة منزليًّا، بحيث يتم تخصيص مكان للمخلفات العضوية والمعدنية والزجاجية وغيرها؛ حتى تزيد الجدوى الاقتصادية لاستغلال المخلفات وإعادة تدويرها، وتنخفض تكلفة الفرز للشركات العاملة في مجال إعادة التدوير، وهذا يستلزم نشر ثقافة فرز المخلفات في مراحل التعليم الأولى؛ لتأهيل الجيل الجديد لفكرة الجدوى الاقتصادية، وأشار إلى أن الثقافة السائدة هي عدم أهمية القمامة، وأن ما يتم الآن بدون جدوى على الإطلاق؛ لأن تكلفه العمالة التي تقوم بالفرز والنقل تهدر الجدوى الاقتصادية. وأوضح أن التوسع في إنشاء مصانع تدوير القمامة سوف يحل المشكلة جزئيًّا، لكن بدون فصل القمامة من المنبع، فإن العائد لن يكون كبيرًا على الإطلاق، وربما يكون بلا عائد تمامًا، مؤكدًا أن أزمة مقلب الطرانة تعكس هذا الوضع، حيث إن المصنع يستوعب كمية محدودة ونوعيات من القمامة، بينما يتم إلقاء المتبقي في مقلب القمامة؛ مما يمثل إهدارًا لثورة حقيقية، تستفيد منها كل دول العالم، بينما نحن ما زلنا نلقيها؛ لتكون مصدرًا للمخاطر البيئية والصحية.