يعد متحف المجوهرات الملكية بمنطقة زيزنيا بشرق الإسكندرية من أبرز الأماكن السياحية التى يتوافد عليها المصريون والأجانب؛ ليشاهدوا مجوهرات الأسرة العلوية التي حكمت مصر منذ عام 1805 وحتى ثورة 23 يوليو ورحيل الملك فاروق. يعود تاريخ قصر المجوهرات الملكية إلى عام 1919 عندما قررت الأميرة زينب فهمي بناء القصر لابنتها الأميرة "فاطمة الزهراء" التي ولدت عام 1903 وهي ابنة الأمير مصطفى رشدي بن فاضل باشا بن إبراهيم باشا بن محمد علي، وكان يحمل القصر اسمها، وأقامت به عام 1923، وصمم هذا القصر على التراث الأوروبي، على مساحة 4185 مترًا مربعًا، وشارك في بنائه المعماري علي فهمي، ويتكون من جناحين شرقي وغربي، يربط بينهما ممر مستعرض، ويتكون كل من الجناح الشرقي والجناح الغربي من طابقين وبدروم. كما يحيط بالمبنى حديقة تمتلئ بالنباتات والزهور وأشجار الزينة. أقامت الأميرة فاطمة الزهراء بالقصرالذي يحمل اسمها بعد وفاة والدتها، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، وبعدما صودرت أملاك الأميرة، سمحت لها القيادة السياسية آنذاك بالإقامة في القصر، ثم تنازلت عنه للحكومة المصرية قبل مغادرتها إلى القاهرة عام 1964، وتوفيت الأميرة فاطمة الزهراء عام 1983. استخدم هذا القصر كإحدى استراحات رئاسة الجمهورية، حتى صدر قرار جمهوري بتحويله إلى متحف عام 1986، وتم تطويره 1994، ومنذ أواخر 2004 قام المجلس الأعلى للآثار بعمل ترميم وتطوير شامل بتكلفة 10ملايين جنيه؛ بهدف زيادة قدرة المتحف على استيعاب المزيد من المعروضات الثمينة الموجودة بالمخازن، التي لم تعرض بعد. أغلق المتحف عامين بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011، خوفًا من عمليات السرقة والنهب والاقتحام مثلما حدث بالمتحف المصري بالقاهرة، حتى استقرت الأوضاع الأمنية، وتم افتتاحة مرة أخرى للجمهور. ويضم متحف المجوهرات الملكية 11 ألفًا و500 قطعة تخص أفراد الأسرة العلوية المالكة، وتم تقسيم القصر إلى عشر قاعات، كل قاعة تحمل اسم أحد أفراد أسرة محمد علي. ويضم المتحف مجموعة من أروع وأجمل المجوهرات الملكية والتي كان يرتديها ويتزين بها أفراد الأسرة من والأمراء والأميرات من العائلة المالكة، ومن بينها علبة نشوق من الذهب المموه بالمينا عليها اسم "محمد علي"، ونحو 2753 فصًّا من البلاتين، و12فنجانًا من الذهب، بالإضافة إلى ساعة جيب خاصة بمحمد علي من الذهب المرصع بالماس خاصة بالسلاطين العثمانيين، ومجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية والأوسمة والقلائد من عصر الخديوِ سعيد. كما يضم المتحف مجموعة تحف ومجوهرات الملك فؤاد وأهمها مقبض من ذهب مرصع بالماس، وميداليات ذهبية ونياشين عليها صورته، وتاجًا من البلاتين المرصع بالماس والبرلنت لزوجته الأميرة شويكار، ومجموعة مجوهرات المالكة نازلي، وشطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس، وصينية ذهبية عليها توقيع 110 من الباشوات. بالإضافة إلى عصا المارشاليه من الآبنوس والذهب، وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا، وتاج الملكة من البلاتين المرصع بالماس والبرلنت، وتوكة من الماس والبرلنت تخص زوجة الملك فاروق.