شهد الأسبوع الماضي العديد من التطورات على الساحة الخارجية، خاصة مع بدء الزيارات المتتالية لوزير الخارجية سامح شكري للعديد من الدول الأوروبية والعربية، فبعد زيارته لفرنسا لحضور مؤتمر باريس الدولي المعني بحل القضية الفلسطينية، توجه إلى البحرين، كما أن هناك زيارة خاضها رئيس بلاروسيا للقاهرة، لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا المنطقة. زيارة شكري لفرنسا عقد مؤتمر في باريس حضره 70 دولة كبرى؛ لمناقشة إحياء ما يعرف بعملية السلام، ولكون القاهرة من ضمن الدول العربية الراعية لهذا الطريق التفاوضي، لا سيما مع وجود إدارة أمريكية جديدة، شاركت القاهرة بوفد برئاسة وزير الخارجية سامح شكري. ووضع المؤتمر 3 محاذير لإسرائيل، تتعلق بالحدود واللاجئين والقدس، وأكد أن حدود 1967 تشكل "أساس" حل الدولتين، وشدد البيان الختامي على أنه لن يعترف بأية خطوات أحادية يتخذها الجانبان، خصوصًا بشأن الحدود أو القدس. من جانبه أكد وزير الخارجية سامح شكري أن مصر حرصت على تقديم كل الدعم لكافة الجهود التي بذلتها فرنسا الصديقة وخطواتها الحثيثة لإطلاق مبادرة تسعى لإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مرة أخرى، منذ أن أعلن عنها في عام 2015. وكان وزير الخارجية سامح شكري توجه إلى رام اللهوالقدسالمحتلة؛ في محاولة لإعادة المفاوضات التي دائمًا ما يعوقها الاحتلال الصهيوني بمزيد من بناء المستوطنات غير الشرعية والانتهاكات اليومية بحق الأماكن المقدسة. وأوضح وزير الخارجية في كلمته بالمؤتمر مبدأ يقوم على دعم كافة الجهود الدولية الصادقة والحقيقية، التي من شأنها أن تؤدي إلى إنهاء حالة الجمود التي تمر بها عملية السلام في الفترة الحالية، وبما يتيح إعادة الجانبين إلى مائدة المفاوضات؛ وذلك حتى يمكن التوصل إلى اتفاق عادل وشامل، يعالج كافة موضوعات الحل النهائي. زيارة شكري للبحرين كانت زيارة سامح شكري للملكة البحرينية ضمن الزيارات التي يخوضها الوزير مؤخرًا للدول الخليجية؛ لإعادة الثقة في العلاقات بين الخليج ومصر، خاصة بعد التوتر القائم مع المملكة العربية السعودية، حيث عقد شكري اجتماعات ثنائية مع ملك البحرين ورئيس الوزراء. وقالت وزارة الخارجية إن شكري نقل رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال زيارته للبحرين، كما التقى سامح شكري برئيس وزراء البحرين، لعقد جلسة مباحثات ثنائية تتناول كافة الموضوعات المرتبطة بالعلاقات بين البلدين والأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة أن زيارة وزير الخارجية المصري للبحرين تأتي في سياق العمل على وحدة الصف والمواقف العربية تجاه التحديات والمخاطر التي تحاصر المنطقة العربية، مشيرة إلى أن "الدبلوماسية المصرية تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من التوافق والتضامن العربي قبل القمة العربية، التي ستعقد نهاية شهر مارس المقبل في العاصمة الأردنية عمان". رئيس بلاروسيا في القاهرة توطين التكنولوجيا في القطاعات الصناعية عنوان زيارة رئيس بلاروسيا للقاهرة، حيث يقول مراقبون إن القاهرة تهدف من استقبال الرئيس البيلارسي إلى الاستفادة من خبرات بلاده في هذه المجالات، خصوصًا في صناعات الشاحنات والآلات الزراعية والمعدات الثقيلة، والمنسوجات والمنتجات البترولية، وغيرها. وخلال منتدى الأعمال المصري البلاروسي، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره البلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو"، طرح الأخير مبادرة تعاون مع العلماء المصريين والبلاروسيين لتبادل الخبرات، حتى يتمكن الخبراء المصريون؛ للاستفادة من التجربة البلاروسية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الكامل للعديد من المنتجات، وعمليات التجميع بنسب مكون محلي ضئيلة. ويري مراقبون أن هناك آفاقًا كبيرة لتوطين تكنولوجيا العديد من الصناعات التي تحتاجها مصر في السنوات المقبلة، ورفع شعار "صنع في مصر"، خصوصًا في مجالات الشاحنات والمعدات الثقيلة التي تتميز بها بلاروسيا، وهو ما ذكره الرئيسي البلاروسي بشأن استعداد بلاده لدعم مصر في نقل التكنولوجيا، حيث ورثت عن الاتحاد السوفييتي السابق العديد من الصناعات المتطورة، والتي كانت في يوم ما مصدرًا مهمًّا لواردات مصر من الشاحنات والمعدات الزراعة، والتي يمكن الآن تحويلها إلى صناعات محلية بدلًا من استيرادها. تأتي هذه الزيارة بمناسبة مرور 25 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي ستعطي دفعة قوية لعلاقات الصداقة التاريخية بين البلدين، وشهدت العلاقات بين مصر وبلاروسيا تطورات إيجابية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في أول فبراير عام 1992، وتم فتح السفارة البلاروسية بالقاهرة في أغسطس عام 2007.