سادت الشارع حالة من الغضب؛ بسبب المقابل المالي الذي حصل عليه البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد الإسباني بطل أوروبا، نظير ظهوره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «كل يوم» المذاع عبر فضائية ON E. كان موقع هافينغتون بوست عربي، كشفت على لسان مصادر داخل مجموعة قنوات «أون سبورت» أن اللاعب تقاضى مبلغ ربع مليون دولار، ما يوازي خمسة ملايين جنيه مصري، بمعدل 8300 دولار مقابل الدقيقة الواحدة، في الحوار الحصري الذي استمر لمدة نصف ساعة. حالة من السخط انتابت المواطنين وشنوا هجومًا شرسًا على الإعلاميين بسبب التشدق ليل نهار بضرورة الوقوف إلى جانب الدولة من خلال تجنب الحديث عن صعوبة المعيشة وارتفاع الأسعار الذي أصاب كل فئات المجتمع خلال الأيام الماضية والراهنة. وتسأل كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كيف لإعلامي يتقاضى الملايين ولقناة تدفع خمسة ملايين جنيه لإجراء حوار مع لاعب كرة، بخلاف ما تم إنفاقه على طاقم الإعداد والتصوير والسفر لإنجاز الحلقة التي تم بثها أن يطالبوا المصريين بالتقشف وعدم الصراخ من تفشي الغلاء؟ حلقة كريستيانو رونالدو، لم تكن الأولى، حيث سبق ل«إعلام التقشف» أن أجرى حوارًا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة الإسباني، مقابل ملايين الجنيهات، ومع نهاية الحلقة طالبت الإعلامية مني الشرقاوي، النجم الأرجنتيني بالتبرع لفقراء مصر، ليمنحها حذاءه لصالح الفقراء. لم يكف الإعلام عن استعطاف المصريين تارة وتهديدهم أخرى، ومطالبة المتأزم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي نمر به بالرحيل عن البلد، في الوقت الذي يتقاضى فيه المتحدث باسم القناة ومالكها ملايين الجنيهات، ليخرج ويطالب من يتقاضي القليل بالتقشف. حوارات تجرى يوميًا عبر الشاشة الصغيرة، سواء رياضية أو فنية أو سياسية، ويتقاضى عليها الضيف الكثير من الأموال وتعرض الكثير من الإعلانات نظير أموال طائلة، والضحية المواطن الفقير الجالس أمام الشاشة لمشاهدة كل ذلك في صمت.