يعاني "الجامع الصيني" الأثري، الواقع بمنطقة القيسارية بمدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج، إهمال وزارة الآثار، حيث توجد شروخ بجدرانه بسبب الرطوبة العالية، كما أن هناك تعديًا من الأهالي على حوائطه وأعمدته الخشبية. وقال الدكتور محمد عبد الستار، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي الأسبق وأستاذ الآثار الإسلامية والقبطية المتفرغ، إن الجامع الصيني موقعه الأول على ضفاف نهر النيل بجرجا، وتم نقله لموقعه الحالي بمنطقة القيسارية؛ حتى يكون بعيدًا عن فيضان النيل، الذي دمر كثيرًا من مباني جرجا الأثرية، قبل أن يتم تحصينها أيام الخديوِ إسماعيل، مضيفًا أن مئذنة المسجد الصيني مثال للطراز العثماني الذي انتشر في تلك الفترة مع بعض التحويل والتعديل. وعن مسؤولية ترميم المسجد، أوضح الشيخ علي طيفور، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، أن المسجد يتبع وزارة الأوقاف فقط في توفير الفرش وعمال نظافة وإمام وخطيب؛ نظرًا لأثريته. ومن جهته قال سعد أبو سديرة، مدير عام آثار سوهاج الإسلامية والقبطية بسوهاج، إنه تم إبلاغ وزارة الآثار بما يحتاجه الجامع الصيني من ترميم، مضيفًا أن هناك تنسيقًا بين وزارتي الأوقاف والآثار؛ بسبب تحمل وزارة الأوقاف نفقات الترميم، والتي تتم من خلال مهندسين أثريين، موضحًا أن ترميم الآثار القبطية يكون على نفقة الأوقاف القبطية، وهذا مُفعل، وترميم الآثار الإسلامية على نفقة الأوقاف الإسلامية،وهذا غير مُفعل بسوهاج، مشيرًا إلى أنه توجد الآن أعمال ترميم للمنبر، وفور توفر الاعتمادات المالية اللازمة سوف يتم ترميم المسجد كاملًا. يرجع تاريخ بناء الجامع إلى سنة 1117 هجرية على يد الأمير محمد بك الفقاري، حاكم إمارة جرجا، وجدد الجامع سنة 1202 هجرية، وتم الانتهاء من تبيضه علي يد الشيخ عبد المنعم المعروف ب "أبو بكري"، وهو أحد شيوخ الطرق الصوفية آنذاك.