تتفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ حيث تذهب تفاصيل الحياة اليومية باتجاه المزيد من العقبات والمصاعب التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على جميع الفلسطينيين سواء كانوا في الضفة الغربية أو القطاع، وتتمثل في زيادة الاعتقالات والمداهمات، وارتكاب المزيد من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين، إضافة إلى تضييق الخناق على قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال منذ عشر سنوات. وفي خضم هذا الوضع، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، السبت الماضي، بضرورة الإبقاء على مبدأ حل الدولتين كضرورة لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحث الأعضاء الإسرائيليين على ضرورة اتخاذ موقف جاد للبدء بتنفيذ هذا المخطط، وأضاف كي مون في إفادته الأخيرة لدى مجلس الأمن بأنه "على الدول الأعضاء السعي لإيجاد حلول ومحفزات والبدء فورا بطرح المسألة والتشاور مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وبشكل مباشر". وتابع: "نقترب من الهاوية بسبب أفعال أولئك الذين يسعون لتدمير آفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، واستطرد: "خطوات شجاعة من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين تسمح بمفاوضات ذات معنى، وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية أراضٍ فلسطينية محتلة منذ عام 1967″، ووصف الوضع الحالي في قطاع غزة ب"الحساس للغاية ويمكن أن ينفجر ما لم يتم رفع القيود المفروضة على الفلسطينيين". وشدد على أنَّ "الاستيطان الإسرائيلي والأمر الواقع وتزايد الضغوط على غزة يحول دون تحقيق التنمية لدى الفلسطينيين"، كما أكد على "عدم مشروعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وأنَّ النشاط الإسرائيلي الاستيطاني ينتهك القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وعدد المستوطنين يتزايد بنسبة 30%، ويصل حاليا إلى 600 ألفا، وحثّ الأمين العام جميع الأطراف على توخّي العواقب السيئة التي يمكن أن تترتب من تشديد الخناق والاحتقان بين الطرفين وأنَّ إسرائيل سوف تتأثر من كل ذلك إذا لم تقم برفع الضغوطات عن الشعب الفلسطيني. وفي الإطار ذاته، نوَّه الدكتور جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، في تصريح صحفي، إلى ضرورة تبنّي موقف بان كي مون بشكل أممي ودولي، والسعي الكامل لإيجاد الحلول التي تمكّن الفلسطينيين من الخروج من الأزمات التي يولدّها الحصار والخناق المفروض على الشعب الفلسطيني، وطالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل للحد من ذلك ورفع الحصار عن أكثر من إثني مليون إنسان في غزة، وصلوا عامهم العاشر وهم يدفعون ضريبة الظلم الإسرائيلي، وأشار الخضري إلى أنَّ خط الفقر وصل إلى 80 %، وهذا مؤشر خطير للحالة التي وصل إليها الفلسطينيون، وتابع أن من بين 12 ألف منزل دُمّروا في الحرب، هناك 3 آلاف منزل ينتظرون مواد البناء وإعادة الإعمار، وأنَّ هناك أكثر من 6 آلاف منزل بلا تمويل وبلا بناء. وشدد الخضري على أنَّ الاحتلال يريد أن يُطيل أمد الحصار، وأنَّ الشعب الفلسطيني هو شعب إنساني يتوق إلى العيش بحرية وسلام دون احتلال وحصار وجدار، وناشد الدول العربية والغربية بضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية إنسانية تحتاج وقفةً حقيقية لإنهاء معاناة أهلها، وأشاد بصمود أبناء الشعب الفلسطيني أمام هذه الغطرسة الاحتلالية. ويأتي تصريح بان كي مون والخضري ضمن سلسلة من التصريحات التي تصدر عن جهات مختلفة؛ ومنها الإعلام العبري، التي توضح بمضمونها حالة التأهب والاحتقان التي يولدها الضغط الإسرائيلي والحصار المطبق على قطاع غزة، وأنَّ هذه المشاحنات هي امتداد لأعوامٍ من الحصار وانعدام متطلبات الحياة في غزة، وربما قد تخرج بنتائج وعواقب وخيمة على كل الأطراف ذات العلاقة.