أصبح تركيز المراقبين والمحللين ووسائل الإعلام والمشاركين من النخب والناشطين في أورومو على دور الإمبراطور منليك الثاني في تشكيل الدولة الإثيوبية الحديثة والسلبيات التي خلفها إرث هذا الإمبراطور، خاصة لشعب الأورومو، أكبر قومية إثنية في إثيوبيا. أسباب احتجاج أورومو قال موقع إثيوميديا: مضى أكثر من عام على بدء احتجاج شعب أورومو؛ للمطالبة بحقوقهم المشروعة، بعدما عانى الظلم في ظل النظام الحالي الذي يحكم البلاد منذ 25 سنة. ومن المعروف أن شعب الأورومو في الدولة الإقليمية أوروميا تعرض بلا رحمة لجميع أنواع سوء المعاملة؛ لأنهم طالبوا الحكومة بوقف تهجيرهم والتوسع والاستيلاء على أراضيهم، كما طالبوا بالسماح لهم بالاحتجاج السلمي والتعبير عن مظالمهم، ووقف تهميشهم سياسيًّا، وما الى ذلك. وفي ضوء ما وصل له شعب أورومو، علينا أن نعرف ما السبب الرئيسي للاحتجاجات، خاصة وأنها لم تكن وليدة العام الماضي ولا حتى الأعوام القليلة التي سبقتها. والحقيقة أن شعب الأورومو كان يحتج منذ البداية على الخطة الرئيسية لمنليك الثاني، وهي استيلاؤه على أراضي منطقة أوروميا، إذًا فالسؤال هنا: هل شعب الأورومو يحتج على تركة منليك الثاني السيئة من وجهة نظر المحتجين؟ واستنادًا إلى الأدلة المتوفرة، فإن الجواب عن هذا السؤال هو "لا". فلا يعقل أن يكون الداعي للاحتجاجات الحالية هو الاعتراض على إرث منليك الثاني، بل الحقيقة أن السجون التي فتحت لهم وتعرضهم للتعذيب وتعرضهم للظلم وسلب أراضيهم وارتفاع الأسعار هي الأسباب الرئيسية التي دفعتهم للاحتجاج. والسؤال الأكثر أهمية: ما هو الهدف النهائي من احتجاج أورومو؟ يقول المسؤولون الإثيوبيون إن الهدف تفكيك التاريخ الإثيوبي والهوية الوطنية الإثيوبية، الأمر الذي يشكك في معنى ومغزى معركة العداوة، لكن شعب الأورومو يؤكد أن الهدف من احتجاجهم نيل حريتهم وحقوقهم المسلوبة. منليك الثاني.. المستعمر وفقًا لبعض نخب أورومو، فإنهم يقولون: لولا استعمار منليك الثاني لأراضيهم في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، لما أصبح هناك تسلسل استعماري وقومي، ولما تعامل الحكام الإثيوبيون مع الأورمو بهذا الشكل المجحف. والسؤال الذي يفرض نفسه أيضًا: لماذا تحاول النخب في أورومو استعادة استقلال أوروميا كدولة ذات سيادة؟ وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر أهمية. أولًا التخلص من الظلم والقمع اللذين يمارسان على نطاق واسع في ظل الحكومة الاستبدادية الحالية. ثانيًا كان هناك نقاش في الآونة الأخيرة حول ما إذا كانت هناك هوية وطنية مشتركة للإثيوبيين وبعض نخب أورومو، والتي تنكر لها شعب الأورومو، وأنكروا أي هوية وطنية مشتركة؛ مما يوضح أن شعب الأورومو يريد استعادة هويته مجددًا، والتي سبقت الغزو الاستعماري لمنليك الثاني؛ مما يؤكد أن السبب النهائي لحركة أورومو استعادة الهوية التي اندثرت وتلاشت وذابت في قلب إثيوبيا، لكن عودة الهوية وتناميها أتيا بعد تأكد شعب الأورومو من أنه سيظل مضطهدًا وجنسًا يعامل بعنصرية، ولا ينظر له كما ينظر لباقي الإثيوبيين من حيث نقاء الدم والعرق والحقوق.