تواجه الحكومة الإثيوبية الفترة الحالية تمردا غير مسبوق من جماعة أورومو العرقية، التي تمثل من 35٪ من السكان، وتصفها الدولة ب«الإرهابية». يرى موقع إثيوميديا أن رئيس الوزراء الراحل، ميليس زيناوي، في عام 1991، اعتلى السلطة، وبعد انتهاء مشكلة الحدود مع إريتريا عام 2000، انتقل إلى ترسيخ سلطته من خلال مكافأة الموالين وإضعاف أو سجن منافسيه، فأضفى الطابع المؤسسي على حكم الحزب الواحد لجبهة تحرير شعب تيغري، بمشاركة النخب الإثنية الأخرى وتحييدهم، لكن جبهة تحرير أورومو قررت الانسحاب من الائتلاف في عام 1992. وفي انتخابات عامي 2010 و2015، اتضح أن المرحلة الحالية تتطلب حكم الحزب الواحد مع الانتقام، وضمان انتصار القمع والسحق للأصوات المعارضة، أو إغلاق وسائل الإعلام المستقلة. الخلافة غير الانتقالية ظهرت تكهنات بأن رحيل ميليس في أغسطس 2012، يمكن أن يمس صفوف الموالين له ودخولهم في صراع داخلي على السلطة، وعندما اعتلى السلطة هيلي ماريام ديسالين، ولدت من جديد البلد المسيحي في كنف الكنيسة الأرثوذوكسية المهيمنة على الدولة، وقال إنه لم يشارك في الكفاح المسلح الذي جلب الفصائل المختلفة من الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية للسلطة. مقاومة الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية نظمت جبهة تحرير شعب تيغري الاحتجاجات كالانتفاضة الحالية بأورومو، مع عدم رضى المجموعات العرقية الأخرى عن النظام كمنطقة أوجادين، جامبيلا وبني شنقول وقماز، وقامت الجبهة الوطنية لتحرير أوجادين بشن تمرد تفاقم بسبب عمليات الترحيل القسري للسماح بالتنقيب عن النفط والغاز. احتدم التمرد في أوروميا بقيادة جبهة تحرير أورومو، وتأسست أوروميا في الإمبراطورية الإثيوبية خلال الثمنينيات من قبل الإمبراطور منليك الثاني، خلال الوقت الذي تبارت فيه القوى الأوروبية داخل إفريقيا. بدأ الاستياء لحكم جبهة تحرير شعب تيغري يمتد حتى بين أجزاء من تيغري، فجزء من السكان يشعرون بالتغافل عنهم، واهتمت النخب في جبهة تحرير شعب تيغري فقط بالحصول على المال والاستثمار في رأس المال أو بالخارج، بينما الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية ضغطت دون جدوى على حكومة الولاياتالمتحدة لكي تدرج الجبهة وجبهة تحرير أورومو ضمن المنظمات الإرهابية. إثيوبيا والولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيين إثيوبيا الحليف الاستراتيجي الرئيسي للحرب على الإرهاب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، تتلقى أكبر مساعدات في إفريقيا من الولاياتالمتحدة وتصل في المتوسط 3.3 مليار دولار سنويا. فيما يتعلق بالانتفاضة الحالية، أصدرت الولاياتالمتحدة بيانا تعرب فيه عن قلقها، لكن النظام نفسه غير مبال بصورة ملحوظة ببيانات الولاياتالمتحدة أو حتى بيانات الاتحاد الإفريقي، لا سيما في ظل صمتهم على المذبحة التي تجري ضد أورومو، ما يعني أن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يدعمان الحكومة الإثويبية في مهامجتها للثوار وقتلهم وإبادتهم. كما نجد أن الولاياتالمتحدة وألمانيا والصين يمولون إثيوبيا ماليا وسياسيا، ويصمتون بشأن قضايا حقوق الإنسان، فعلى سبيل المثال ليس من مصلحة الصين تحرير شعب الأورومو التي تحصل منها على يد عاملة رخيصة ووفيرة هربا من أوضاعهم السيئة واضطهاد الحكومة الإثيوبية لهم. الاقتصاد نجح زيناوي في تأمين المساعدات لإثيوبيا من الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، وكان بارعا في المناورة وتأمين الأموال من المؤسسات المالية الغربية حتى يحيطون ويعترفون به، إلا أن المستفيدين الرئيسيين من النمو الاقتصادي هم النخبة السياسية، فاتسعت الفجوة بين النخب والفقراء أكثر من أي وقت مضى، أما انتفاضة أورومو، فكانت بسبب الاستياء من عمليات نزوحهم وتهجيرهم أكثر من الضرر البيئي باسم التنمية المستشر في البلاد وكذلك سرقة مؤسسات الدولة والمشاركة في السوق السوداء، بما في ذلك الكسب غير المشروع والشائع على نطاق واسع. الفيدرالية أعلنت إثيوبيا تحت الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية رسميا دولة فيدرالية، أي مناطق تتمتع بأولوية سياسية، كما أنهم من الذين يقررون بوعي تشكيل الدولة، على عكس دول مركزية، فتأتي وحدات تشكل حيز الوجود بما يتماشى مع المتطلبات الإدارية، وتعتبرالجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية هي المركز أي مركز قوي في إثيوبيا لا يسمح بتحقيق الفيدرالية بل زاد الظلم لحصول مناطق على حصتها في الموارد عن مناطق أخرى. الجيش جبهة تحرير شعب تيغري والمستقبل الجيش الإثيوبي كمؤسسة، اكتسب قوة لم يسبق لها مثيل، وفي ظل أي سيناريو يمكن تصوره، فإن الجيش سيظل لاعبا أساسيا وحاسما، ومع ذلك فإنه قوام الجيش الحقيقي وجنوده معظمهم من الأورمو الذين فروا من الجيش ليكونوا وقود الحرب ضد الدولة. وتعد الانتفاضة الحالية تتويجا للظلم الممنهج الذي يرتكب ضد أورومو، ويحتمل أن يمهد الطريق لبلقنة البلاد، خاصة أنه خلال القرن الماضي أطلقت المرتفعات الملكية، والديكتاتوريات الستالينية، واليوم يعتقد أن الفيدرالية الديمقراطية، قد تسهم أكثر في تفتيت وتمزيق بناء الدولة، فكل ما يحدث ما هو إلا تركة الديكتاتورية، من منليك الثاني، وهيلا سيلاسي، ومنغستو هيلي مريم لميليس زيناوي الذي أصبح الخطر الجاسم الذي يهدد البلاد.