طالما كان النزوح الداخلي في إفريقيا ينسب إلى الحروب، سواء كانت أهلية أو خارجية، لكن كشف تقرير جديد صادر عن مركز رصد أن النزوح الداخلي ناجم عن الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغير البيئي، التي أجبرت أكثر من 1.1 مليون على النزوح من منازلهم في 33 دولة إفريقية عام 2015. وتعتبر الفيضانات عاملا رئيسيا في تشريد الأهالي أيضا وتدمير الآلاف من المباني والمنازل، وإلحاق أضرار بالطرق والجسور والغذاء وأنظمة الري، وتعطيل الخدمات التعليمية والصحية، وأدى النزوح البيئي الحاد في جميع أنحاء القارة، خاصة في زيمبابوي وإثيوبيا وملاوي ونيجيريا، إلى تشريد أكثر من 14 مليون شخص بين عامي 2009 و2015. وقال موقع كوارتز: بجانب الذين يفرون من الصراع والعنف، كان في إفريقيا ما مجموعه 12.4 مليون شخص يعيشون في النزوح المستمر في 21 بلدا إفريقيا، بمعدل 9500 شخص تم اقتلاعهم من بيوتهم بشكل يومي. وأضاف الموقع أن الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا يناقش أزمة النزوح الداخلي في إفريقيا، وأوضح من خلال تقرير عن الأزمة أن الصراعات الجديدة في السودان وجنوب السودان، إلى جانب التمرد المستمر في شمال شرق نيجيريا مع بوكو حرام، شكلت نسبة نزوح كبيرة جدا. وتابع «كوارتز»: على الصعيد العالمي، كان العنف واحتدام الوضع المتأزم في منطقة الشرق الأوسط، السبب الثاني لنزوح الأفارقة، الذي فر بسببه أكثر من 736 ألف شخص، من نيجريا حوالي 100 ألف شخص، وفي ليبيا 210 آلاف، وفي جمهورية إفريقيا الوسطى 90 ألفا، وكذلك في الصومال، ما يدل أن الحكومات الوطنية والوكالات الإنسانية تواجه تحديا كبيرا. وأكد الموقع أن النزوح تسبب في اقتلاع المشاريع التنموية والتجارية بالتزامن مع كيانات القطاع الخاص، كما أن إجبار الحكومات في بعض الحالات، المواطنين على الرحيل من أراضيهم، وأحيانا عدم وجود التزام لحماية السكان من الآثار السلبية التي تأتي نتيجة نقلهم كما حدث عندما تم إخلاء بلدان في نيجيريا بسبب الأوضاع الصحية وترحيلهم إلى دول أخرى مثل إثيوبيا، عمل على إثارة الاحتجاجات في الدول المستضيفة وفقدان شبكات الدعم الاجتماعية. اتفاقية كمبالا وقع قانون كمبالا في عام 2009 من قبل 40 دولة لحماية ومساعدة المشردين داخليا، ورغم ذلك، إلا أن تلك البلدان عجزت عن تحليل الاتجاهات وتحديد خيارات السياسات الفعالة لمعالجة النزوح والعوامل الرئيسية. وقالت المقرر الخاص للاتحاد الإفريقي حول اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين والنازحين، مايا السهلي فاضل: "رصد النزوح الداخلي تحسن في العقود الأخيرة، لكن لا يزال هناك العديد من الثغرات في معرفتنا"، مؤكدة أن أهم عوامل النزوح في إفريقيا، هما الجفاف ومشاريع التنمية.