تتوافر للنساء في قطاع غزة سبل عديدة في كافة المجالات التعليمية المختلفة، وقد ارتقت نساء كثيرات في مناصب مرموقة في المجتمع الفلسطيني كافة، كالمناصب الوزارية وعضوية المجلس التشريعي والقضاء، لأنها تمثل بالفعل نصف المجتمع الفلسطيني، بنسبة 49.5 %. ورغم محدودية مساهمة المرأة الفلسطينية في القوى العاملة، بسبب قلة الخبرة لديها في المجالات العملية مقارنة بالرجل، إضافة إلى الموروث الثقافي، حيث تؤمن الكثير من المجتمعات الشرقية بأن عمل المرأة في الصناعات والأعمال اليدوية لا يتناسب مع طبيعتها وقدرتها، إلا أن تجارب متعددة لنساء عاملات في قطاع غزة تحديدًا، أظهرت صورة مختلفة للمرأة، إذ إنها تشارك في أعمال شاقة للرجل نفسه، متجاهلة أي قيود لمواكبة حياتها في حال تفردها برعاية الأسرة. وللمرأة الفلسطينية مشاركات نضالية لا يجب التغاضي عنها، منذ الانتداب البريطاني وحتى يومنا هذا، حيث إنها أخذت موقعها في صفوف المقاومة، وشاركت في عمليات جهادية ضد الاحتلال، وسقطت 9 شهيدات في معركة البراق عام 1929، إضافة لعدد لا يستهان به من النساء اللاتي أوجعن العدو بعملياتهن البطولية، مثل دلال المغربي، ووفاء إدريس، وآيات الأخرس، وغيرهن كثيرات، إلى أن وصل خلال انتفاضة الأقصى عدد الشهيدات الفلسطينيات أكثر من 120. وفي نضالها الطويل كانت ولا تزال تقف بقوة بجانب الرجل في مواجهة الاحتلال، رغم أنها تتعرض لأسوأ أنواع الاعتداءات والانتهاكات التي تصل إلى القتل والاعتقال والتعذيب والتحرش الجسدي من جنود الصهاينة. كذلك شاركت المرأة الفلسطينية في السياسة، منذ بداية الانتهاكات التي لحقت بالشعب الفلسطيني، فقد كانت أول تظاهرة نسائية في الأراضي الفلسطينية عام 1893، ضد الاستيطان والهجرات اليهودية لفلسطين، وكانت بشكل أو بآخر نقطة الانطلاق للمرأة الفلسطينية في القضايا المجتمعية. واستمرت مشاركات المرأة الفلسطينية في المجالات السياسية والمجتمعية، حيث انعقد أول مؤتمر نسائي في فلسطين عام 1929 في مدينة القدسالمحتلة، وعام 1965 تأسس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. كانت المشاركات النسائية في تلك الفترة شبه محدودة؛ بسبب مضايقات الاحتلال وقمع أي شكل من التحرر في فلسطين، لكن الدور الحقيقي للمرأة الفلسطينية بدأ في الظهور بعدما تشكلت منظمة التحرير الفلسطينية، حيث انبثق منها تشكيل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. ولم يقتصر دور المرأة على السياسة، بل شاركت في الانتفاضة، وأخذت أدوارًا مهمة في العديد من النشاطات والفعاليات الثورية. ونظرًا للظروف التي تمر بها نساء فلسطين، فإن حالها يعتبر أفضل من العديد من النساء في الدول العربية والإسلامية، حيث وصلت لمراتب علمية مرموقة، وأصبحت الفصول الدراسية تحتوي على نفس عدد الذكور، ودخلت المجال العملي بقوة، وصارت تشكل جزءًا كبيرًا من القوى العاملة في المجتمع، ناهيك عن المهن المرموقة كالطب والهندسة والإدارة.