أحيت كتائب القسام، الجناج العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذكرى الرابعة لاستشهاد قائدها العام أحمد الجعبري، الذي أدى اغتياله في الرابع عشر من نوفمبر 2012، قبل 4 سنوات على يد الصهاينة، إلى اندلاع حرب ضروس بين فصائل المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، عندما ردت "القسام" بقصف عدد من المدن المحتلة بصواريخها محلية الصنع، ضمن عملية "حجارة السجيل"، التي استمرت 8 أيام. وأصدرت "القسام" بيانا أكدت فيه على الوفاء لدماء شهداء المقاومة الفلسطينية، الذين يسطرون بدمائهم الزكية معارك خالدة مع العدو الصهيوني، في إشارة للعملية التي اغتيل فيها الجعبري. وقالت القسام إن العدو الذي استعد، لفترة طويلة، لاغتيال الجعبري، حشد قواه وأعلن حالة الاستنفار القصوى احتفالا وابتهاجا بالاغتيال الجعبري، فوجئ بما أعدته كتائب المقاومة، إذ لم يكن بحسبانه أن تتمكن القسام من الرد الفوري، حينها، بقصف العاصمة تل أبيب، وعدد كبير من المواقع والمدن المحتلة. وكان جيش الاحتلال قد دمر منظومة الصواريخ للمقاومة بالتزامن مع اغتيال الجعبري، إلا أن المقاومة الفلسطينية كانت مبدعة في الرد الموجع، حيث كشفت حينها عن صاروخ M75، والذي استخدم لأول مرة في قصف القدسالمحتلة وتل أبيب، في خطوة أعدتها القسام غير مسبوقة من أي جيش أو نظام. وذكرت المقاومة في بيانها أنها بعد مرور 4 أعوام على اغتيال قائدها العام وخوض الحرب ضد الاحتلال، فإنها طورت من عتادها وقوتها في الإعداد والقوة والبناء، مشيرةً إلى أنها ستبقى وفية لدماء قائدها وجميع الشهداء الفلسطينيين، حتى تصنع المقاومة نصرا يستحق كل هذه التضحية التي قدمها الشهداء. الجعبري في سطور كان الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام، لكنه على الأرض كان القائد العام بالفعل، لم يقتصر دوره على قيادة كتائب القسام وتدريب أفراد المقاومة فحسب، بل اتسع ليشمل تأمين السلاح والذخائر للمقاومين، إضافة لتخطيطه العسكري الفذ، الذي أنجز في عهده عمليات متنوعة، أهمها أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في عملية "الوهم المتبدد"، والتي استمر إشرافه عليها حتى تم عقد صفقة تبادل للأسرى، وقام بالإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال. وضعه ذكاؤه العسكري على قمة القائمة السوداء للاحتلال الإسرائيلي، خشية استمرار عملياته الناجحة، فقامت باغتياله، لتندلع مواجهة مدمية ما بين المقاومة التي عبرت عن غضبها بإطلاق وابل من الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة، والعدو الإسرائيلي. أقواله "ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة". "عيوننا ستبقى دوما صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة، وإن مشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوما إلى كل أرضنا المغتصبة إن عاجلا أو آجلا".