جدد كتاب (القدس والمواثيق الدولية)، الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، التأكيد على أن القدس في قلوب المسلمين، وأنها جزء من هويتهم وتاريخهم، ملقيا الضوء على مكانتها وتاريخها وواقعها وعدالة قضيتها والمواثيق الدولية الصادرة بشأنها، كما يدحض بالوثائق التاريخية أباطيل من يحاولون الانحراف بها عن مسارها الصحيح وتاريخها العريق، وكونها عاصمة لدولة فلسطين. وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة - في تقديمه للكتاب - إن "القدس في قلوبنا، وهي جزء من هويتنا، فيها المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين، ومَسرى نبينا محمد (صلي الله عليه وسلم) ومعراجه إلى السماوات العلا.. والمسجد الأقصى هو الذي بارك الله حوله، حيث يقول سبحانه وتعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1)". وأضاف "ولا تشد الرِّحال بعد المسجدين "المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة" إلا إليه، حيث يقول نبينا (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى) (متفق عليه)". وأوضح جمعة أن صلاة في المسجد الأقصى خير من 500 صلاة فيما سواه، عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، لقول النبي (صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا بألف صلاة، وفي بيت المقدس بخمسمائة صلاة) (شعب الإيمان للبيهقي)، كما قال النبي (فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) (السنن الصغرى للبيهقي). وأشار إلى أن القرآن الكريم ربط بين المسجدين "الحرام والأقصى" برباطِ وثيقِ في مواقف وأحداث متعددة، يأتي في مقدمتها حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، الذي كان منه معراج النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، وحادثة تحويل القبلة، حيث صلى النبي تجاه بيت المقدس نحو 16 شهرا أو 17 شهرا قبل أن تتحول القبلة إلى بيت الله الحرام، ليظل المسجد الأقصى حاضرا في وجدان الأمة وعقيدتها وذاكرتها الإيمانية والتاريخية. ويلقي نخبة من كبار علماء الأمة وكتابها ومفكريها وقانونييها، في هذا الكتاب، الضوء على مكانة القدس وتاريخها وواقعها وعدالة قضيتها والمواثيق والقوانين الدولية الصادرة بشأنها، لتظل القدس حاضرة في ذاكرة الأمة وفي أولوياتها ومحور أي حل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) (إبراهيم:20)، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون) (يوسف:21).