في ظل التحديات التي تواجه المجتمع والأسرة بماتشكله من كيان اساسي في صناعة مجتمع صالح واجيال تستطيع قيادة قاطرة التنمية للوطن نجد أنه لابد من وجود بناء متكامل منذ النشأة هذا البناء يستطيع مواجهة التحديات من أفكار واردة وحداثة تسعي لإلتهام الهوية والقومية والذات الإنسانية ومن هنا كان لابد من إعادة فرز وتقويم وسائل التربية واخطر دور فيهامنذ البداية هو دور المرأة والأم داخل البيوت فهي من تصنع الذاكرة العقلية والسلوكية لدى أولادها وهي أكثر عناصر الأسرة مخالطة لأولادها هي من تراقبهم وتعلمهم الحلال والحرام، الخير والشر، تكسبهم الإنتماء والحب تغزي لغة المشاعر الإنسانية والرحمة نحو أنفسهم ونحو المجتمع ليكون لهم جذور أصيلة تحول دون أن تكون الشخصية مطية للأفكار المغلوطة والعادات السيئة التي خلفتها الحداثة التكنولوجية وآثار السوشيال ميديا الفكر التدمير الموجه ليتكامل دور الأم مع المؤسسات التربوية والدينية في تشكيل وجدان المجتمع وأفراده. تقول الأستاذه الدكتوره بديعة الطملاوي استاذ الفقة المقارن والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأسكندرية.. لقد أكرم الله عزوجل أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشهر رمضان ليكون كفارة لما سبق من الذنوب ففي الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إِلى الجُمُعَةِ، كفَّارةٌ لِمَا بَيْنهُنَّ، مَا لَمْ تُغش الكبَائِرُ رواه مسلم وشهر رمضان كله خير وبركة ففيه نزل القرآن الكريم على رسولنا وفيه ليلة هي خير من ألف ليلة من أكرمه الله تعالى بقيامها حيزت له الدنيا بحذافيرها قال صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان" إيماناواحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه"وقال" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ رواه البخاري وشهر رمضان فرصة عظيمة لغرس القيم الإسلامية والأخلاق الحميده لدى أفراد الأسرة فهو فرصة تربوية للربط بين سعادة الأسرة بإستقبال شهر الخير والبركة والإقدام على الأفعال الطيبة وحسن الخلق ويتجلى دور الأبوين وبخاصة الأم في توصية وتعليم أولادها وغرس قيم العطاء والإنتماء والصبر لما منحها الله تعالى من قدرة على التربية حيث تبدأ الأم مع طفلها بالحديث عن فضل الصيام والحكمة من مشروعيته وأنه شهر من أفضل شهور السنة، فالأم الصالحة المؤمنة تنمي لدى أطفالها الصفات الإيمانية من الأمانة والصدق وعدم الكذب في كل وقت لاسيما شهر الصيام لماله من حرمة ومكانة عظيمة عند الله عزوجل يقولصلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كذاباً"صدق رسول الله(ص) وحول اسلوب التوجيه تقول فضيلتها:على الأم أن تعود أولادها على عدم التلفظ بالألفاظ السيئة وجميع أنواع السباب والشتم يقول تعالى "مايلفظُ منْ قولٍ إلاِّ لديهِ رقيبٌ عتيدٌ" "ومنها آفات اللسان والنميمة مع أهمية اصطحاب الأولاد للصلاة ونظرا للظروف التي تمر بها البلاد على رب الأسرة أن يؤم أولاده وأسرته في الصلاة لتعويدهم على حب الصلاة لوقتها وزرع القيم الإيمانية، مع أهمية تشجيع الأطفال على تلاوة القرآن الكريم وحفظة واستحباب ختمة في شهر العبادات واشراكهم في أعمال الخير وافطار الصائم ليتعودوا على البذل والعطاء والإحساس بالفقير ليكون سلوكهم الدائم بقية شهور السنة وتحري ليلة القدر والحرص على القيام والدعاء فيها عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها قالت: "قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدْر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللَّهُمَّ إنَّك عفُوٌّ تحبُّ العفوَ، فاعفُ عن" رواه الترمذي.