قال الشيخ صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، أنَّ شهر رمضان هو شهر العزَّة والنصر في كل معركة خاضتها الأمة الإسلامية قديمًا وحديثًا، منذ عصر النبوة وإلى عصرنا الحاضر، فما من معركة من المعارك، أو غزوة من الغزوات خاضها المسلمون في هذا الشهر المبارك، إلا ونصرهم الله على أعدائهم، وأول هذه الانتصارات كانت غزوة بدر الكبرى، أولى المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، يوم الجمعة 17 رمضان 2ه الموافق 13 مارس 624م، ورغم قلة عدد المسلمين مقابل المشركين ولكن كانت معهم القوة الإلهية، والمعية الربانية التي لا تغلبها أية قوة في الأرض فانتصر المسلمين على المشركين لتتحول هذه الغزوة الى أول انتصار تاريخي فى سجل الدولة الإسلامية، وخرج المسلمون من هذه الموقعة بكثير من المغانم، وقد قال الله تعالى في شأنها: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]. وأضاف «صفوت عمارة» خلال حديثه ل "الأسبوع"، أنَّ فتح مكة كان في 20 رمضان 8ه، فكان من أعظم الفتوحات الإسلامية التي أعز الله بها الإسلام والمسلمين ودخل الناس في دين الله أفواجا، وأيضًا في 28 رمضان عام 92ه فتحت جيوش المسلمين الأندلس بقيادة «طارق بن زياد»، وكذلك في 26 رمضان 583ه دخل «صلاح الدين الأيوبي» بيت المقدس بجيوشه فاتحًا منتصرًا، وطرد منه الصليبيين بموقعة حطين، والتي أنهت الوجود الصليبي في المشرق، وأسفرت عن تحرير القدس، وأيضًا في 25 رمضان عام 658ه، كانت هزيمة التتار في معركة عين جالوت، بقيادة السلطان «سيف الدين قطز». وأشار «عمارة» إلى أهم الانتصارات في عصرنا الحديث، حرب 6 أكتوبر 1973م، والتي وافقت 10 رمضان 1393ه، حيث كان توفيق الله سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في قهر الصعاب و تحطيم آمال كل معتدى على صخرة العزة والكرامة، حيث بدأ الجندي المصري العظيم يضمد جراحه ويحاول استعادة كرامته وكبريائه، واستطاع الجيش المصري أنَّ يلقن العدو درسًا قاسيًا، وحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لا يقهر، وأعاد إلى الأمة العربية كرامتها.