سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم، اليوم الخميس، الضوء على الأمن القومي المصري ومفهومه وعلاقته بالأمن القومي العربي. فتحت عنوان "مصر والأمن القومي العربي" أكد الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" في عموده "طاب صباحكم" أن مصر دائما ما تبحث عن حماية الأمن القومى العربى.. والحفاظ على الأراضي العربية من خطر التقسيم والاعتداءات السافرة وانتهاك السيادة العربية.. مصر لطالما ومازالت تدافع عن قضايا العرب وحقوقهم المشروعة. وقال الكاتب إن مصر تنتظر الكثير من الأشقاء العرب.. الذين لطالما قدمت لهم المواقف المضيئة من المساندة والمؤازرة.. ولا تتوقع مصر من أى دولة عربية شقيقة ان تكون ضد امنها القومى وحقوقها وثرواتها بل تتوقع كل الدعم والمساندة واعتبار كل الدول العربية أمن مصر.. هو أمنها القومى مثلما أعلنت ذلك بوضوح كل من الأردن وتونس والبحرين وليبيا وغيرها من الدول العربية الشقيقة. وأضاف "أتوقف أيضا عند روعة الثوابت والمبادئ المصرية.. وأساساتها الشريفة في الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية.. وعدم الاعتراف بأي جماعات أو كيانات أو ميليشيات إرهابية وأهمية القضاء على الإرهاب.. وعدم جلوس الجماعات والميليشيات الإرهابية على موائد التفاوض والتعاون والشراكة مع الدول العربية من أجل تحقيق آمال وتطلعات الشعوب. ولفت إلى أن شرف السياسات والتوجهات والنوايا المصرية تجاه الأشقاء العرب يعمل مساحات عريضة وكبيرة وغير محدودة من المساندة والدعم والحرص على الأمن القومي العربي ومصالح الأشقاء وأمنهم واستقرارهم.. لذلك فإن مصر لم تدخر جهدا.. ولم تتوان يوما عن تقديم يد المؤازرة والمساندة وبالتالي فإن مصر تنتظر نفس المواقف والنوايا والتوجهات من الأشقاء العرب من الخليج إلى المحيط. وأكد عبد الرازق توفيق ليدرك الجميع أن مصر إذا تعرضت لخطر يهدد امنها القومى أو يهدد سالمة وامن واستقرار شعبها القدر الله فإن الأمة بدون مصر ستواجه خطرا وجوديا.. لان مصر هي صمام الأمان.. والسند والحصن الأمة العربية.. وبدونها فإن العرب لقمة سائغة فى أيدى أعدائها. واختتم رئيس تحرير "الجمهورية" مقاله برسالة مهمة إلى كل العرب، قائلا "من المحيط إلى الخليج.. مصر هى الخط الأحمر للجميع وهى مصدر قوة هذه الأمة بل وبقائها.. ولا يجب سوى الدعم والمساندة للمواقف المصرية وليس المراوغات والالتفافات والصفقات والتحالفات والمساعدات العداء مصر.. لأن أى مساس أو انتقاص لحق من حقوق مصر هو مساس بكل العرب.. من المؤكد أن مصر تمثل معادلة القوة لأمة العرب. وتحت عنوان "مفهوم الأمن القومي!"، قال الكاتب مرسي عطا الله في عموده "كل يوم" بصحيفة "الأهرام"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد رؤية مصر لأزمة السد الإثيوبي في عبارة موجزة هي "حماية حقوق مصر في مياه النيل أمن قومي لمصر" بهذه العبارة الموجزة لخص بعد أن أكدت كل المعطيات التي أفرزتها جولات المفاوضات السابقة وآخرها جولة كينشاسا بأن المفاوضات متعثرة وسبب التعثر في الواقع يرجع إلي تعنت إثيوبيا واستمرارها في نهج المماطلة والمراوغة والسعي لشراء الوقت والهروب من التوقيع علي اتفاق قانوني ملزم ومحدد في إطار القانون الدولي وبما يلبي الحقوق والمصالح المشروعة لكل من مصر والسودان وإثيوبيا. وأوضح عطا الله أن هذه العبارة الموجزة تجيء امتدادا لثبات الموقف المصري الذي أكدته علنا حول موائد المفاوضات وفي كافة اللقاءات والاتصالات، فمصر تطلب حقها ولا شيء أكثر من هذا الحق، وبالتأكيد فإن طول صبرها علي التعنت والمراوغة والمماطلة كان مبررا لإقدام مصر علي تعنت مماثل وربما أشد ولكن مصر حرصت علي ألا تزيد الأمور تعقيدا فوق تعقيد، وذلك هو السخاء الحقيقي الذي يختلف عن السخاء الذي تزعم إثيوبيا أنها تعاملت به مع مصر. وأضاف أن استخدام تعبير الأمن القومي أمر له دلالته في ضوء الفهم لمعني الأمن القومي الذي يمثل قدرة الدولة علي تأمين استمرار أسس قوتها الداخلية والخارجية والعسكرية والاقتصادية في مختلف مناحي الحياة لمواجهة الأخطار التي تهددها من الداخل والخارج وفي حالة الحرب والسلم علي حد سواء. كما أكد مرسي عطا الله أن في السياسة مساحات واسعة للتفاوض والمناورة وتبادل التنازلات لكن عندما تتعلق الأمور بالأمن القومي فإن الحسابات تتغير جذريا لأن الأمن القومي مسألة لا تخضع لأنصاف الحلول.!. أما الكاتب كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم للإعلام فقال، في عموده "إنها مصر" بصحيفة "الجمهورية"، تحت عنوان "الرئيس والحافظ على الهوية الوطنية" إن الدولة الوطنية التي يحرص الرئيس على الحديث عنها فى خطابه السياسي، هي طوق الإنقاذ في المحن والأزمات، وكان الاحتماء بها ً ضروريا في السنوات الصعبة، وأنقذ االله مصر من جحيم الربيع العربى، لأنها عضت بالنواجز على أركان الدولة الوطنية. وأوضح الكاتب أن الدولة الوطنية لم تكن مجرد شعار، وإنما برنامج عمل شاق لاستعادة القوة التى ُتلزم الجميع باحترامها، ولا يتحقق الاحترام إلا بالاحتفاظ بمكونات الإبداع والتفرد.. مشيرا إلى أن ست سنوات هي قصيرة في عمر الزمن، ولكنها عظيمة فى حجم الإنجازات، فلم ِّ تضيع الدولة دقيقة واحدة إلا فى العمل الشاق، وكان ً ضروريا أن يأتى وقت الحصاد. ولفت جبر أن الرئيس حافظ على هوية الوطن ولحمة نسيجه، بتعزيز الوقوف على مسافة واحدة من كل المصريين، وترسيخ مفهوم رضاء المصريين ً جميعا مسلمين وأقباطا، أن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية، خاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة عنصرى الأمة. وقال جبر " لم يفهم الإخوان أن المصريين اعتادوا على قبول الآخر، واكتسبوا قوتهم تحت مظلة التسامح، ولم يمارسوا الإقصاء أو الإبعاد أو الاضطهاد السياسي أو الدينى، وأنهم فى ذروة الأزمات يلجأون إلى علم مصر والنشيد ويحتمون بالمخزون الاستراتيجي لهويتهم الوطنية". وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن سر التفاف المصريين حول الرئيس السيسى منذ ظهوره على مسرح الأحداث، هو إيقاظ الروح الوطنية في النفوس، والتذكير بأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولها من الأمجاد ما يستحق أن نحافظ عليه، ونضحى من أجله بالأرواح. وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، أكد الكاتب محمد بركات تحت عنوان "حقيقة الموقف الإثيوبي"، أنه إذا كان الموقف المصري السوداني واضحا ومحددا، ومعلنا على رؤوس الأشهاد، وعلى ملأ من العالم كله في قضية السد الإثيوبي، وهو ضرورة التوصل إلى توافق ثلاثي عادل وشامل وقانوني ملزم، حول القضايا التي لا تزال معلقة والنقاط الخلافية التي ما تزال قائمة بخصوص إجراءات وترتيبات ملء وتشغيل السد.فإن الموقف الإثيوبي في ذات المفاوضات بات مكشوفا لنا وللعالم كله والذي يقوم في حقيقته وجوهره على الرفض الكامل للأهداف والمساعي المصرية والسودانية، الرامية للتوافق على حل يحقق مصالح الدول الثلاث بحيث يوفر لإثيوبيا احتياجاتها من الطاقة اللازمة للتنمية، ويحافظ في ذات الوقت على الحقوق المشروعة والتاريخية لمصر والسودان في مياه النيل. وقال إن هذا الموقف الإثيوبي يرفض التوصل لأي اتفاق قانوني، يلزمه بالحفاظ على مصالح مصر والسودان وحقهما المشروع في مياه النيل، بل يسعى لاتفاق إذعان يفرض إرادته على الجميع، وتحويل نهر النيل إلى بحيرة أثيوبية، وان تتحكم أثيوبيا في إعطاء مصر والسودان ما تراه هي من المياه، وذلك بالمخالفة لكل القوانين والقواعد الدولية، المنظمة للتعامل مع الأنهار العابرة للدول. واختتم الكاتب مقاله قائلا "هذه للأسف هي حقيقة الموقف الإثيوبي، وهي حقيقة بالغة السوء والبشاعة ومرفوضة جملة وتفصيلا".