وجه الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الشكر والتقدير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD وبرنامج سيجما علي التعاون المثمر مع الجهاز وتنظيم المنتدي والذي بدأ يوم 30 مارس الجاري ويستمر لمدة 3 أيام، كما وجه الشكر للطواقم الطبية علي دورهم الانساني في مواجهة جائحة كورونا. جاء ذلك خلال لقاء الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة في فاعليات منتدي الحوكمة في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا والذي عقدته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD بالتعاون مع برنامج سيجما وهو مبادرة مشتركة بين المنظمة والاتحاد الاوروبي، واستعرض رئيس الجهاز أهم ملامح خطة الحكومة المصرية في التعامل مع جائحة كورونا، وذلك في المؤتمر الذي يهدف إلي توفير منصة لممثلين من المنطقة لمراجعة ومناقشة التطورات الأخيرة والنجاحات الرئيسية والتحديات المشتركة المتعلقة بمجال تقديم الخدمات. وقال رئيس الجهاز إن حدوث الجائحة الإنسانية "كوفيد 19" تزامن مع استعداد الحكومة المصرية للإنتقال إلي العاصمة الإدارية الجديدة حيث مدينة ذكية والتعامل الحكومي اللاورقي، وأدت الجائحة إلي الإسراع في العديد من المشروعات القائمة، حيث قامت الحكومة المصرية منذ عام 2018 بتحويل إدارات شئون الأفراد وشئون العاملين إلي إدارات للموارد البشرية، كما قام الجهاز بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بتطوير تطبيق إلكتروني لنقل ملفات الموظفين من الملفات الورقية إلي ملفات إلكترونية بحيث يصبح لكل موظف E-Profile. وأضاف أنه لضمان استدامة المنظومة يتم تدريب موظفي إدارات الموارد البشرية في كافة الجهات الحكومية عليها وتم تسليمهم أجهزة لاب توب وسكانرز وAPN للربط الشبكي المؤمن وبالتالي أصبح لدي مصر قاعدة بيانات دقيقة ومحدثة لحظيُا لكافة العاملين بالدولة، كما تم إنشاء إدارة للتواصل الرقمي المؤسسي بالجهاز من أجل المتابعة المستمرة والدعم الفني للوزارة والجهات الحكومية المختلفة، كما سيتم ربط هذه القاعدة بقواعد بيانات أخري مثل الدفع الالكتروني وكذلك التأمينات والمعاشات.. إلي جانب إطلاق الجهاز لبوابة الوظائف الحكومية بحيث يتم الإعلان عن كافة الوظائف علي البوابة بحيث تكون متاحة مجانا لأكبر عدد من الناس وذلك تحقيقا لتكافؤ الفرص. وفي إطار سعي الحكومة المصرية إلي إيجاد آلية عادلة ونزيهة ومميكنة لتقييم المتقدمين لشغل وظائف عامة أو تقييم الاحتياجات التدريبية أو الترقي، أشار الدكتور صالح الشيخ إلي قيام الجهاز بإنشاء مركز تقييم القدرات والمسابقات الإلكتروني وهو عبارة عن آلية منضبطة لقياس القدرات ولضمان اختيار أفضل العناصر المتقدمة لشغل الوظائف العامة، وهي منظومة مميكنة تماما لا يوجد بها أي تدخل بشري، لافتا فيي هذا الصدد إلي أنه تم استخدام هذه المنظومة في تحديد الاحتياجات التدريبية للمنتقلين إلي العاصمة الإدارية الجديدة. واستعرض رئيس الجهاز مشروع الذاكرة المؤسسية الذي أطلقه الجهاز حيث يتم تحويل ملفاته من الصورة الورقية إلي صورة رقمية قابلة للبحث والاسترجاع، وتم الانتهاء من رقمنة 9 ملايين مستند ولم يتبق سوي فقط مليون مستند ويتم بالتوازي مع ذلك اختبار منظومة رقمية للعمل عن بعد. وعلي صعيد استثمار طاقات الموظفين والمواطنين الإبداعية خلال جائحة كورونا، قال الشيخ إنه الجهاز أطلق مبادرة إخدم بلدك بفكرة Serve your County with an Idea والتي علي إثرها تلقي مئات الأفكار في شتي المجالات، وقد بدأ الجهاز في مأسسة الفكرة من خلال إنشاء إدارة بالجهاز للإبداع والإبتكار الحكومي، كما أطلق الجهاز أيضا مبادرة كل يوم كتاب Read a book بالتعاون مع وزارة الثقافة حيث قام بمراعاة حقوق الملكية الفكرية بإتاحة كتب للقراءة لكافة الموظفين مع تقديم جوائز للقراء بناء علي أسئلة يتم الإجابة عنها. وأضاف أنه جاري حاليا الاستعداد لإنشاء أكبر منصة تدريب إلكترونية E-Training Platform لموظفي الحكومة سوف يضع عليها العديد من المواد التدريبية من فيديوهات وأدلة تدريبية وقوانين ومحاضرات وبرامج تدريبية بحيث يستطيع كل موظف أن يتلقي التدريب اللازم له أون لاين، ومن المتوقع أن يكون عليها علي الأقل 5 ملايين مستخدم. وفي رده علي سؤال بشأن تداعيات جائحة كورونا ومدي تأثيرها علي عملية تقديم الخدمات أو بالأخص تأثيرها علي العلاقة مع المستخدم وما هي نقاط القوة التي ظهرت نتيجة التعامل المباشر مع المواطنين، قال الدكتور صالح الشيخ إن التحدي الرئيسي الذي واجهته كافة الدول في هذه الجائحة من وجهة نظري يتمثل في كيفية المحافظة علي حياة الناس دون أن تتوقف عجلة الحياة، وفي هذا الإطار إتخذت الحكومة المصرية العديد من القرارات ومنها، تخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة الجائحة، التركيز علي القطاع الصحي وتعظيم البنية التحتية والتكنولوجية والبشرية لهذا القطاع، تقليص عدد العمالة وساعات العمل لاسيما للنساء وكبار السن وأصحاب الأمراض والأشخاص ذوي الإعاقة ومنحهم أجازة استثنائية مدفوعة الأجر خلال شهور الجائحة.. إلي جانب فرض إجراءات احترازية من أجل حماية جميع المواطنين، لذا أصبحت قوة العمل الحكومي أثناء الجائحة لا تتعدي 25% في كافة الأجهزة الحكومية باستثناء الخدمات الحيوية والضرورية مثل المستشفيات والإسعاف وغيرها. وأضاف:"لضمان استمرار عجلة الحياة أصبح الطريق الرئيس يتمثل في تعظيم استخدام التكنولوجيا ولذلك بدأت الحكومة في استخدام التكنولوجيا في كافة الجهات الحكومية وتم الاعتماد عليها في تقديم الخدمات الحكومية، ومن الجدير بالذكر أن تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا في أعمال الإدارة العامة يعتبر أحد المرتكزات الرئيسية لخطة الإصلاح الإداري التي اطلقتها الحكومة المصرية في عام 2014".. .مشيرا إلي أنه من نقاط القوة الواضحة لدينا هو شبابية الدولة المصرية حيث أن 75% من السكان أقل من 40 سنة وبالتالي القدرة علي التعامل مع التكنولوجيا أمر سهل للغاية، ولذا تم التوسع في تقديم الخدمات الالكترونية للمواطنين من خلال بوابة مصر الرقمية والتي يتاح عليها وفقا لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حاليا 59 خدمة وهناك خطة لاضافة مزيد من الخدمات حيث تم تحديد 550 خدمة جماهيرية تحتاج إلي مكينة، وسوف تصل الخدمات إلي 110 في شهر يوليو القادم ومن المتوقع أن تصل إلي 200 خدمة بنهاية العام. وأوضح أنه مع استمرار الجائحة تم تنفيذ امتحانات الطلاب بالمدارس والجامعات في العام الماضي أون لاين، ويتم التدريس حاليًا في في المدارس والجامعات أون لاين، ولضمان مساندة الفئات الأكثر ضعفًا علي مواجهة مثل الجائحة، قدمت الحكومة مساعدات للعمالة غير المنتظمة بلغ عدد المستفيدين منها وفقا لوزارة التضامن الاجتماعي حتي الآن 3 ملايين عامل، كما قام البنك المركزي بالعديد من المبادرات منها تأجيل الاستحقاقات الائتمانية للعملاء من المؤسسات والأفراد التي تشمل القروض لأغراض استهلاكية أو عقارية لمدة 6 شهور، كما تم تخفيض سعر الفائدة أيضًا لتحفيز الاقتصاد علي النمو، كما قامت كافة الجهات الحكومية كل فيما يخصه بتقديم خدمات أون لاين للمحافظة علي الروح المعنوية للمواطنين خلال فترة الجائحة والبقاء في المنازل منها تقديم حفلات اون لاين لكبار العازفين والمطربين أو تنظيم جولة اونلاين للمتحاف والمزارات السياحية. يذكر أن الحكومة تقوم حاليًا من خلال وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بحصر كافة المبادرات وكيفية التعامل مع الجائحة من كافة الجهات لاستخلاص الدروس المستفادة وتوثيقها من اجل جعلها متاحة لارشاد من قد يتعرضوا في أوقات لاحقة لمثل هذه الكوارث.