دعت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، إلي ضرورة العمل علي تعزيز تكافؤ الفرص وتعميم مراعاة منظور النوع الاجتماعي بين الهياكل الحكومية، إلي جانب استمرار السعي لتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية وتعزيز أثرها، وأن الحكومة المصرية حريصة علي المساهمة الفعالة في جهود التنمية في القارة الأفريقية والتي تمثل أحد أولوياتها، وأن تمكين المرأة الأفريقية أصبح جزءًا لا يتجزأ من أجندة الحكومة المصرية. جاء ذلك في اختتام وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، الذراع التدريبي للوزارة النسخة الثانية من برنامج القيادات النسائية الأفريقية التدريبي، اليوم /الأحد/، وذلك بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ذراع وزارة الخارجية المصرية المنوط بدعم جهود الدول الأفريقية في تنفيذ أجندة أفريقيا 2063 كشريك رئيس في البرنامج، ومؤسسة جيميناي أفريقيا. حضر الاحتفالية الدكتورة شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، والدكتورة حنان رزق مدير مركز التنمية الإفريقي ومدير شبكة التدريب لمعاهد الإدارة في إفريقيا "تنمية"، والدكتورة رحاب فراج مدير عام تنمية وتطوير القدرات البشرية بالمعهد، والسفير حازم خيرت مدير مكتب التعاون الدولي بوزارة التخطيط وممثلو عدد من السفارات. وأوضحت السعيد أن النسخة الثانية من برنامج القيادات النسائية الأفريقية التدريبي يركز علي تعزيز المهارات الإدارية والقيادية للمشاركات والمساهمة في الجهود المستمرة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص ومبادئ الحوكمة من أجل التنمية المستدامة، موضحة أن البرنامج تم تصميمه لإنشاء منصة فريدة للتعلم بين نظيرين P2P، وإنشاء شبكة تجمع السيدات من جميع أنحاء القارة لتبادل خبراتهن الشخصية والمهنية، وبناء وتعزيز مهاراتهن وقدراتهن، وحتي يتمكنوا من لعب دور أساسي في عملية تطوير "أفريقيا التي نريدها". من جانبه، أكد السفير محمد خليل أمين عام الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، أن تمكين المرأة كان وسيظل دائمًا أولوية علي أجندة الحكومة المصرية، مع الأخذ في الاعتبار الدعم السياسي القوي الذي تتمتع به، وأصبح خطوة للسماح بالقبول وإشراك المرأة في عملية صنع القرار في كل خطوة علي الطريق. وأضاف خليل أن تمكين المرأة يعني منحها الحق في (الاختيار)، وعدم الإجبار أو التقييد بأي عبء اجتماعي أو ثقافي أو سياسي أو اقتصادي، متابعا أنه يتمثل جزء أساسي من هذه العملية في تثقيف النساء، وزيادة وعيهن، وبناء قدراتهن، ومن ثم فإن برنامج "القيادة النسائية الأفريقية" هو في الواقع برنامج رائد نفخر بالمشاركة فيه، ويهدف إلي تشجيع النساء علي اتخاذ القرارات، وأخذ زمام المبادرة. وشدد خليل علي أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ملتزمة بإعطاء الأولوية للمرأة الأفريقية في برامج بناء القدرات والدورات التدريبية التي تقدمها، موضحا أن تمكين المرأة يعني تمكين الأمة بأكملها، استنادًا إلي الحكمة الأفريقية الذي ينص علي أنه "إذا قمت بتعليم رجل، فإنك تقوم بتعليم فرد ما، ولكن إذا قمت بتعليم امرأة، فإنك تقوم بتعليم أمة". من جهتها، أوضحت الدكتورة شريفة شريف المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة أنه تماشيًا مع أجندة أفريقيا 2063، يعد برنامج القيادات النسائية الأفريقية مبادرة رائدة تتناول التزام مصر بهذه القضية - "تمكين المرأة" ورغبتنا في تنمية هذا التفويض خارج حدود الدولة الواحدة، موضحة أن أهمية هذا البرنامج تكمن في حقيقة أنه يمكن أن يكون بمثابة منصة لتسريع القيادات النسائية الحالية والمستقبلية في القارة. وأكدت شريف أنها فخورة للغاية بالتقدم الذي تحرزه الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد تم إعلان عام 2017 رسميًا ك "عام المرأة المصرية"، وفي مارس من ذات العام تم إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، ومنذ ذلك الحين شهدنا صعود النساء إلي مناصب قيادية أعلي علي أساس مستدام. وأشارت شريف إلي أنه قبل ثلاث سنوات، كان هناك ست وزيرات ممثلة في مجلس الوزراء المصري، وارتفع هذا العدد منذ ذلك الحين إلي ثماني وزيرات أي ما نسبته 26٪ من الحكومة، كما ارتفعت نسبة النواب في البرلمان إلي مستوي قياسي بلغ 15 في المائة، وهي قفزة هائلة في التمثيل من مستوي 2 في المائة في عام 2012، كما أن نسبة 50.7 في المائة من موظفي الخدمة المدنية في مصر من النساء، مشيرة إلي أنه لا توجد فجوة في الأجور بين الجنسين في القطاع العام، إضافة إلي هذا العدد لدينا أيضًا زيادة في التمثيل في مجلس الإدارة في كل من القطاعين الخاص والعام بنسبة 11.6٪. وأكدت شريف أن المشاركات ببرنامج القيادة النسائية الأفريقية هم من النساء اللائي أظهرن بالفعل استعدادًا للتميز ولديهن قدرات قيادية واضحة للغاية، وأن البرنامج هذا العام قد جمع أكثر من 100 مشارك متميز من 39 دولة في جميع أنحاء القارة. ونوهت إلي أن البرنامج يسلط الضوء علي أهمية تمكين المرأة والقيادة في تشكيل مستقبل قارتنا، وأنه علي الرغم من أن البرنامج يمكن أن يحقق نجاحًا كبيرًا كون المناهج الدراسية والمدربين المذهلين يمكن أن يعمقون مهارات المشاركين وكفاءاتهم، إلا أن الناتج الحقيقي يكمن في تأثير الشبكات، لأن المشاركات لديهن فرصة التعلم من بعض الخبراء والمدربين الأكثر إنجازًا، كما أن لديهن أيضًا فرصة للتعلم من بعضهن البعض.